أعلنت وزارة التربية عن تضمين مناهج الاول الابتدائي والمتوسط مادة التربية الأخلاقية بغية بناء وتنشئة جيل واع متمسك بالقيم والمبادئ الاجتماعية الاصيلة بعيدا عن التعصب والتمييز بما ينسجم وأحكام الدستور العراقي.
وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح في مواجهة الانحرافات السلوكية السلبية التي تفشت في المجتمع واصبحت ظاهرة مؤرقة تنذر بعواقب وخيمة , والى ضرورة تربية النشىء على القيم الايجابية واستعادة دور المؤسسات التربوية في اشاعة الاخلاق الحميدة ومواجهة الكثير من الظواهر الضارة .
من المعروف ان للمدرسة دورا مهما في التربية وانتشار الخلق القويم في المجتمع وتلبية حاجة التلميذ والطالب الى السلوكيات الصحية وبناء بيئة نظيفة بالتكامل مع الجوانب العلمية ودفع شرور المؤثرات الضارة جراء التدهور الذي يتسع بشكل كبير .
هذا التحصين الذي كان قائما في المدارس لا يكفي اقرار منهج التربية الاخلاقية يقتضي الاهتمام بتدريسه وجعل المادة اساسية والتعامل الجدي بتدريسها ولا تكون شكلية شانها شان مواد الرسم والرياضة والحياتية والنشيد , وتترك لراحة المعلمين ولا تمنح الاهتمام اللازم في التدريس والمتابعة والامتحانات مثلها مثل المواد العلمية الاخرى , كي تحقق الاهداف المرجوة من ادراجها ضمن المناهج المقررة , وتشعر الاهالي بانها ليست اسقاط فرض دراسي , وانما مادة لابد ان تكون محط الاهتمام والتطبيق في الحياة .
ونذكر بأهمية ان تكون مواد هذا المنهج مواكبة للتربية الحديثة الاخلاقية وتشيع الوعي العلمي وتبشع الخرافة والجهل وعادات السوء والضرر , واختيار معلمين اكفاء لضمان مردود تربوي من هذا المنهج يختلف عما هو قائم في دروس مادة الحياتية , تمس الحاجة الى منهج مع تطور الحياة ومواجهة ضغوطها التي يتلقها الطالب والتلميذ من خارج المدرسة ووسائل الاتصال التي يتعامل معها من دون قيود ومحاذير .
واخيرا وليس اخرا , نامل ان لا ينعكس الواقع السياسي المحاصصي على المنهج , وعلى ضرورة ان تكون المادة مؤكدة على القيم الايجابية من صدقية وامانة وغيرهما المعززة للوحدة الوطنية والارتقاء بمستوى الشعور بالمسؤولية وغرسها في اذهان طلبتنا .