23 ديسمبر، 2024 2:49 م

ماجد محمد امين.. مبهم القبر/43

ماجد محمد امين.. مبهم القبر/43

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
ولد الشهيد ماجد محمد امين عبد الله الامامي، في “النعمانية” بلمحافظة “واسط” العام 1922، تخرج في الكلية العسكرية مطلع الاربعينيات، برتية رائد.. حاصلا على درجة الماجستير في العلوم العسكرية، مواصلا دراسته في الحقوق والاركان، آمرا لفوج “جلولاء”.. رائد ركن، تزوج ساكنا “الحلة” العام 1948.
إنضم في الخمسينيات، الى تنظيم الضباط الاحرار، شارك في دورة للهندسة العسكرية / الولايات المتحدة الامريكية، الاول على اقرانه، منجزا الدورة، خلال فترة قياسية، العام 1957.
جمعته صداقة وطيدة، مع الزعيم عبد الكريم قاسم.. تعارفا خلال اشتراكهما في معارك فلسطين العام 1948، وبعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 عمل مدع عام في محكمة الشعب، برئاسة فاضل عباس المهداوي، مصرا على تطبيق حكم الاعدام بعبد السلام عارف، لثبوت جريمة “الخيانة العظمى” عليه، الا ان قاسم خففه الى السجن؛ قائلا: “هذا الشخص سوف يتآمر عليك ولذلك ارجو قبول استقالتي” وبقي جليس المنزل خمسة عشر يوما، حتى زاره الزعيم؛ فأعاده الى عمله.
صباح الشؤم.. الجمعة 8 شباط 1963.. خبأ عائلته بعيدا عن انظار البعثية، في بيت خالهم وزير الاعلام الاسبق محمد سعيد الصحاف، في الحلة، نقلهم سائقه الشخصي.. رئيس عرفاء كاظم مريوش، وحاول بلوغ  “الصويرة” هاربا، إلا ان أحدهم تعرف عليه، في احدى نقاط السيطرة.. قاوم بسلاحه الشخصي، رجال السلطة وتمكن من قتل عدد منهم؛ ما ادى الى تكثيف النيران عليه، أثناء مطاردته في احد البساتين متمكنين منه.
لم يعثر له على قبر او شاهدة، حتى هذه اللحظة، سوى انه دفن في المكان الذي استشهد فيه، وتلك هي حال الضباط الاحرار كافة.
حاول الطاغية المقبور صدام حسين إستمالة العائلة، عن طريق خالهم، لكنهم رفضوا، ما عرضهم للمساءلة والتحقيق لمرات كثيرة من قبل الجهات الامنية في زمن النظام السابق.