ماتش العطر وماتش الفقراء

ماتش العطر وماتش الفقراء

مس في قرية دجلة اكتشفنا أن كلمة (ماتش) لم تعد تعني كرة قدم بل مباراة استعراض وغش واحتقار ، على منصة الأزياء تقدمت نور غندور وباقي الحناتير بفساتين تلمع أكثر من عيون الجياع كأننا في كوكب آخر بعيد كل البعد عن جراح سوق مريدي .
ناصيف زيتون يغني ويرقص والحضور يصفق وكأن الصفير الأخير كان لصالحه لا لصالح أرزاق الفقراء التي يدهسها الشفل في الشوارع ،
 العجلات الحديثة تدخل حاملة شخصيات (لا تعرف رأسها من رجلها) تسرق الهواء قبل أن تسرق لقمة العيش .
هناك مباراة للعطور اسمها ( ماتش ) وأخرى أهدافها سريعة تدخل مرمى الفقراء بلا رحمة ، المال صار طاغية والنفوذ صار دستورا ، والفقير مجرد دمية في مسرحية كبيرة ، وكل يوم يرقص الأغنياء فوق جراح الفقراء ثم يطرقون أبوابهم غدا يطلبون أصواتهم في صناديق الاقتراع كأن شيئًا لم يحدث .
هذه ليست مجرد مباراة إنها ماتش العطر ضد ماتش الفقراء حيث يسجل الفقر هدفه الأبدي ويضحك الأغنياء على دموع الجياع في كوميديا سوداء تجعل القارئ يضحك ويبكي في الوقت نفسه .
الدرس الوحيد في هذا العالم المال هو الملك ، والنفوذ هو الحاكم والفقراء مجرد جمهور صامت يصفق على العطر ويرقص على الخديعة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات