22 ديسمبر، 2024 7:06 م

مابين المشاركة بالانتخابات أوالمقاطعة ، احلاهما مُر بسبب احتكار السلطة من قبل الاحزاب الاسلاموية وهيمنتها على المجتمع وتفصيلها قانون الانتخابات على حجمها المتسرطن .

في الانتخابات البرلمانية الاخيرة كان المزاج الجماهيري يميل للقوى المدنية الديمقراطية من اجل بناء دولة مدنية ديمقراطية تحقق العدالة والمساواة بعد الفشل الذريع التي منيت به احزاب السلطة ، هذا المزاج بل الرغبة الجامحة للتغيير جاء عقب التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية التي عمت محافظات العراق من شماله لجنوبه منذ عام ٢٠١٥ .
هذه الرغبة ارغمت احزاب السلطة بتبني شعار المدنية وتلحفت به وعملت على خلق احزاب بأسماء وواجهات توحي للجمهور انها مع رغبته بالتغيير وبذخت الاموال الهائلة من اجل خداع الجماهير ، كما ان المؤسسة الدينية هي الاخرى استجابة للمطاليب المشروعة للمحتجين والمتظاهرين وطرحت شعارها ( المجرب لايجرب ) الذي حار به المفسرون وتفنن به الفاسدين ، وطرحت راي اخر اكثر خطورة وهي حرية المقاطعة اذ رغب المواطن بعدم اعطاء صوته للمرشحين عموما !!! وهذا الراي يتعارض مع شعارها (المجرب لايجرب) الذي هو دعوة وتوجيه بأنتخاب الافضل .

العرس المدني الديمقراطي كان قائم على قدم وساق بعد ان توحدت بتحالف (تقدم )واستبشر الجميع بالخير القادم ولكن قبل الانتخابات بشهر تقريبا انفرط هذا التحالف لاسباب تبقى بحكم الاجتهاد لغاية اللحظة ولكن كان لانفراطه الاثر البالغ بنفوس قيادات (تقدم )وجماهيرها التي اصابها الذهول وزاد الطين بلة هي الدعوات من قبل شخصيات محسوبة على القوى المدنية بمقاطعة الانتخابات ، هذا التشرذم احدث ارباك واضح وخطير بالساحة السياسية الديمقراطية .

لقد راهنت القوى المدنية الديمقراطية بتحالفها ( التحالف المدني الديمقراطي ) على خوض الانتخابات ، رهانها هذا كان معتمداً على وعي الجماهير التي تميز الصالح من الطالح اولا وثانيا على ترنح احزاب السلطة وضعف رصيدها لدى الجماهير ثالثاً ايمان القوى المدنية بالممارسات الديمقراطية والانتخابات واحدة من هذه الممارسات .

الحراك الجماهيري نجح و الانتخابات فشلت ، الحراك الجماهيري استطاع تحجيم احزاب السلطة ، نجح بأعلاء مفهوم المواطنة على الهويات الفرعية بحيث جعل احزاب السلطة تصبغ واجهاتها باللون المدني ، وجعل الطاىفيون يتحدون بتحالفين يضمان مكونات مختلفة استجابة لرفض الطائفية . الانتخابات فشلت لم يجرأ اي حزب من احزاب السلطة الفائزة على تشكيل الحكومة خوفاً من هيجان الشارع من جديد بل لجئوا لاسلوب المخاتلة والعمل من خلف الكواليس ، اذن ليس من حق احد ان يقول ان الحراك لم يكن مؤثر .

هذه الايام نحتاج لتعبئة جماهيرية لتشكيل راي عام سياسي بخصوص انتخابات مجالس المحافظات أما ان نشارك بفعالية او نقاطع بفعالية ، القرار السياسي هذه المرة لن يكون منفرداً ، هذه دعوة للصالحين التواقين للتغيير ، لدينا الوقت الكافي للدراسة والتمعن واللقاء مع كل القوى التي لم تتلطخ بالطائفية والفساد والارهاب بكل انواعه ، القرار السياسي لن يكون مقتصرا على الموقف من الانتخابات بل يشمل العودة للحراك الجماهيري الفاعل