18 ديسمبر، 2024 11:14 م

مابين سمير صبيح … وأليسا ..وعندما تفسد الضمائر

مابين سمير صبيح … وأليسا ..وعندما تفسد الضمائر

مما جاء عن الامام جعفر الصادق ( ع) ( الضمير واعظ القلب) وقال ايظاً ( ان للقلب أذنين، فإذا هم العبد بذنب قال له” روح الإيمان لا تفعل، وقال له الشيطان أفعل) .. أذن هنالك قاعدة واضحة وثابته هي أن الذنب متعلق تعلقاً وثيقاً بالشيطان ومخططاته الخبيثه والعمل الصالح متعلقاً بروح الايمان وكلاهما مرتبطان ارتباط وثيق بضمير الانسان قبل عمله لانه الواعز والحافز الرئيسي لاي عمل كان فالانسان السوي عندما يريد ان يقدم على اي عمل فاكيدا يراعي فيه جميع المصالح الشخصية والعامة والفائدة المرجوه منه وموجباته التي تنعكس على الواقع العام .

ولا شك ولا ريب بأن الضمير الحي والصادق هو أساس الإنسان وأساس شخصيته وتميزه عن باقي المخلوقات الضمير الحي هو كلمة حق في جميع المواقف الدنيويه ولا يقتصر على موقف معين وثابت واكيدا يقاس ذلك بقدر حضوره وموقفه الثابت ويقال عنه صاحب ضمير حي ولا يغره بريق الدنيا وزغرفها ولا يثنيه تخاذل أو نكران المجتمع لان كل انسان يحاسب عما يفعله هو شخصياً .

ومن هذا المنطلق نستطيع ان نقارن بين ما ارتكبته حكومة العميل الكاظمي وحاشيته من تجاوز فاضح على كل المعايير الانسانية باقامة حفل غنائي ل ( أليسا ) في العاصمة بغداد وبين الموقف المشرف لعدد كبير من ابناء المجتمع العراقي والذين كانوا في نفس وقت الحفل يحيون فاجعة رحيل الشاعر العراقي المجاهد البطل سمير صبيح وشتان بين الموقفين !!

الموقفين متضادين وهما يعبران بشكل واقعي وجلي عن ضمير الانسان الحي فعديم الضمير والانسانية بكل تاكيد راح يرقص في حفل ( أليسا ) والانسان العاقل والفاهم وصاحب الضمير راح ينعى سمير صبيح ويشارك الراي العام الحزن والفاجعة لان سمير صبيح لم يكن حكرا على شخص او مجموعة او طائفة بل كان صوت وطني غيور حر .

حضور نجل المرجع الديني الاعلى سماحة السيد محمد رضا السيستاني ( رعاه الله ) في تشييع الراحل الشاعر سمير صبيح هو رسالة واضحة بان هنالك ضمير حي وناطق بالحق لا يمكن ان ينسى اصحاب المواقف الوطنية الجهادية المشرفة بمجابهة ضمير فاسد وخبيث يبحث عن اشاعة الذنب وبصور منمقه وتوقيتات مدروسة ومسمومة .

توقيت اقامة الحفل وتزامنه مع مراسيم دفن جسد الشاعر الراحل المجاهد سمير صبيح لا يحتاج الى دراسة معمقه او تحليل مركز بل هو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار فكل ما يحصل من طعن بالمفاهيم الوطنية والمجاهدين هو برنامج موضوع ومدروس ومعد سلفا من قبل العميل الكاظمي وسفارة الشر الامريكية واذنابها وعملائها والخط الجوكري التشريني البعثي ولم يكن الحفل بديهيا بالمرة .

فالانسان العاقل وصاحب الضمير الحي اكيد سوف يستنكر افعال العميل الكاظمي وجرائمه المنظمة سواءا اعلاميا او ميدانيا وعلى كافة الصعد والمجالات اما الانسان الذي باع ضميره للشيطان واصبح دميه بيد اهواءه فسوف يرقص ويغني مع ( أليسا ) ويرحب بالحفل الشيطاني في عاصمة ( الجوادين ) !!

فليس من السهولة بمكان أن تكون إنساناً وصاحب ضمير حي ونظيف وطاهر ونقي وتتمتع بكل مفردات الصدق والنقاء في زمن يعج بقائمة أسهل ما عليها أن تبيع ضمائرها بزينة زائلة وتسعى هذه القائمة الى تسقيط الرموز الدينية والوطنية والجهادية وقد تبيع شاعر ولسان وطني حر وقد تنسى مواقف الرجال المجاهدين الذين دافعوا عن المذهب والارض بقصائدهم الثورية والحماسية امثال الشاعر البطل سمير صبيح وغيره .

الموقف الرافض والمستنكر لحفل ( أليسا ) هو بمثابه ضمير أنساني حي وشريف ومبدئي وهو اكيدا يعني أن الأخلاق الإنسانية لاتزال بخير .

رحل سمير صبيح وهو يرفض ارتداء الأقنعة ويرفض بيع ضميره الإنساني فتوج قصائده بمحبته وتوصياته بالحفاظ على الحشد الشعبي المقدس والوقوف معه في كل الملمات وكأنه يعلم بان هنالك مد اعلامي جوكري تشريني خبيث يريد ان يشيع الفاحشه والعري وبطرق ملتويه فعلا انها ( الحرب الناعمة ) كما وصفها الامام الخامنئي ( دام ظله ) فالوضع خطير ويحتاج بصيره وضمير حي مؤثر في المجتمع .

عندما يبيع البعض ضميره ويتبع خطط العميل الكاظمي ومن لف لفه فهو اكيدا سكن شخصيته شيطان مكنه من عدم التمييز بين الحق والباطل واظله ظلال بعيدا وهنا وفي هذه الظروف والمواقف الصعبه نحتاج الى ضمير واعي لكي نميز الخير من الشر ويرشدنا إلى العدل والصواب كما ارشد من قبلنا الشاعر الراحل ( سمير صبيح ) وبين له طريق الفضيلة عن الرذيلة.

فطرة (سمير صبيح ) كانت بكل تأكيد سليمة لانه حافظ عليها من التلوث والماديات ورفع صوته عاليا في الدفاع عن الحق واهله ومذهبه والمجاهدين والمقاومة والحشد الشعبي المقدس ورفض الذل والهوان والعماله فسما بروحه وضميره الحي .

للاسف الشديد نعيش زمناً غريباً موازينه مغلوبة وناسه أصبحت بلا ضمير ولا تميز بين المواقف الحقة وبين الباطلة والعميلة !! فصمت الكثيرون وتواروا عن قول الحق فقد عميت اعينهم وبصيرتهم من أن تنكر منكراً او ان تمجد موقفا بطوليا او شخصا نبيل فمن حضر حفل ( أليسا ) هو بكل تاكيد صفق للشيطان وللباطل ولخطط شيطانية حسب رأيي الشخصي .

ضمائر البعض طالها الفساد والعفن لدرجة أنها لم تعد تميز بين الخطأ والصواب فكان كل موقف في رؤيتها سوي !!

يكون عندك ضمير إنساني حي عندما تدافع عن الحق واهله وترفع صوتك عاليا ضد خطط الشيطان وحبائله الخبيثه فعند ذلك أسجد لله شكراً وحمداً لإن فساد الضمائر لم يصلك ولم يطأ مكانك.. ويأتيك بمغريات وأشكال والألوان.