لا شك بأن الإنسان يمتلك عقل وهبه له الباري سبحانه وتعالى وميزه عن باقي المخلوقات ومنحه الحرية في التفكير والإختيار والعمل بعد أن أوضحت له الرسالات السماوية مكامن الخير وسبل إتباعها ومستنقعات الشر وطرق الولوغ فيها . العقل أساس خلقته جبل على الخير إلا أن الإنسان في حياته غالبآ ماتتقلب أهواءه فيتذبذب مساره ذات اليمين وذات الشمال وربما ينحرف نحو الشر ويتوغل في تسافل أعماقه ويغور في تيه ظلماته فيطبع على قلبه وعقله رين فلا يرى بعين البصيرة بل على قلوب أقفالها وكل هذا بمحض إرادته وإختياره فتكون خاتمة أعماله سوء العاقبة . داعش وكر إجتمعت فيه هذه الملة من البشر وإن إختلفت أصولهم لكن غابت شمس الهداية عن أبصارهم وتمردوا على فطرة عقولهم فشدوا الرحال نحو عاقبتهم السيئة وهاهو الأنموذج الفلسطيني أبو عبد العزيز واحد منهم فهو كان يعيش في غزة المحتلة على مدى عشرات السنين من قبل الصهاينة الذين يمارسون أبشع صور الظلم والإضطهاد والتنكيل والقسوة تجاه الشعب الفلسطيني في أرض فلسطين المحتلة وبالأخص في غزة من قتل وإعتقال وسجن وتدمير وتهجير وحرمان من أبسط الحقوق ، هذا الرجل شد الرحال ليجاهد الكفار ويفوز بالشهادة التي رسمتها مخيلته وراوده عقله بنيلها ليس في غزة وضد الصهاينة الأوغاد الذين لايبعدون عن مسكنه سوى 400 متر فقط لكي يستشهد بين أهله وذويه لينال حسن العاقبة ويفوز بالجنة والرضوان كونه يدافع عن وطنه وشعبه ويحارب الصهاينة اليهود المحتلين لأرضه بل إختار طريق آخر فجاء تهريب عن طريق الإنفاق من غزة إلى سيناء في مصر بواسطة مهربين فلسطينيين كلفته مئات الدولارات واستقبلته جماعات داعش في سيناء وهربوه إلى ليبيا عن طريق منفذ مرسى مطروح الدولي ثم إستقر أيامآ في طبرق في ليبيا ثم سافر بعدها إلى مدينة بنغازي ووفرت له المخابرات القطرية بالتعاون مع المخابرات التركية جواز سفر وسافر بالطائرة إلى مدينة غازي عنتاب في تركيا ثم سحبوا جوازه المزور ونقل إلى الرقة في سوريا والتحق رسميا بداعش . في نهاية عام 2106 دخل الى العراق وتوجه الى عدة مناطق وحط رحاله في مدينة بيجي وكان تنظيم داعش يسيطر على قسم منها وهناك تظاهر أمام القوات العراقية بكونه جريح وعند إقترابه منهم فجر نفسه عليهم فأصبح جسده أشلاء متناثرة وتسبب بفعلته النكراء الى إستشهاد بعض العراقيين وجرح آخرين ، كلفت رحلته عدة آلاف من الدولارات وقطع خلالها مسافة 4 آلاف كيلو متر ليقوم بعملية إنتحارية بائسة ضد أفراد عرب ومسلمين يشهدون الشهادتين ويؤمنون بالله وملائكته وأنبياءه ورسله وكتبه وكانوا يدافعون عن أرضهم وعرضهم ومقدساتهم ضد عصابات إجرامية فأي عقل يمتلكه هذا الفلسطيني الأبله وأي سوء عاقبة ختم بها حياته وأي جحيم ينتظره وكم على شاكلته حتى الآن ..