يحلو لبعض المتحدثين أن يكثروا من أسئلة العراق ما قبل داعش وما بعد داعش , وهذا النوع من الحديث وألآسئلة تختزن البعدين العنصري والطائفي ومعها ألآ وطني الذي يكثر عادة في خضم الفوضى والصراعات خصوصا المخطط لها , والعراق مبتلى بكل ذلك .
ولكن أبتلاء العراق أو أي بلد بموجة من ألآرهاب التكفيري ليس من الضروري التفكير بتغيير ديموغرافية العراق , بمعنى أخر ليس منطقيا التمادي لقبول مشاريع التقسيم وهي جاهزة في عقول المسؤولين في المحور التوراتي ومعهم عقول من يعانون من فراغ ثقافي وحس وطني , وهم في العراق وفي المنطقة نتيجة كثرة فضائيات التحريض والفتنة يجدون فرصا مجانية للبوح بمكنونات مافي نفوسهم , فالذين ينتمون لبعض ما يسمى بالمعارضة خصوصا في سورية قد زاروا أسرائيل وألتقوا مع المسؤولين الصهاينة , كذلك كشفت عصابات ألآرهاب التكفيري عن وجهها وهويتها المعروفة لنا عندما راحوا يتعالجون في المستشفيات ألآسرائيلية , ولم يكتفوا بذلك وأنما راحوا يستعينون بالجيش ألآسرائيلي وبطيرانه الحربي علنا في منطقة القنيطرة والجولان المحتل , وأمثال هذه العلاقات ليست ببعيدة عن بعض العراقيين الذين دخلوا العملية السياسية بتسهيلات أمريكية لاتتبناها أمريكا علنا كما تفعل في قتل الشعب اليمني بطائرات سعودية ثم تقوم أمريكا بالدعوة للحل السلمي في اليمن , وقد سبق لها أن فعلت نفس الشيئ في سورية , وهناك موطئ قدم لمنظمات وشركات أسرائيلية في كردستان العراق , وزيارة السيد مسعود البرزاني الى أمريكا يوم ألآحد 3|5|2015 ولقائه بأوباما تأتي في أطار الحديث المشبوه عن عراق مابعد داعش , وأذا كان السيد مسعود البرزاني هو أول من تحدث بمصطلح مابعد داعش مما أوحى للمراقبين للحدث العراقي وبناء على تصريحات سابقة عن أستقلال أو أنفصال كردستان العراق أن البرزاني وجد في حدث داعش فرصة لتحقيق مشاريعه وما قام به تجاه كركوك يعتبر غدرا بحكومة المركز ومخالفة صريحة للدستور العراقي الذي ينص في المادة ” 13″ على أن دستور العراق هو القانون ألآسمى وكل نص من دساتير ألآقاليم يتعارض معه لايؤخذ به , ويلاحظ أن المتحدثين من أقليم كردستان هللوا لكلمة عراق مابعد داعش , ورغم كونهم ومعهم البرزاني لايستطيعون التنكر للدستور العراقي الموقع عليه من قبل الجميع والمصوت عليه من قبل الشعب , والدستور العراقي هو أتحادي فدرالي تعددي , وليس أنفصالي , ولا يتحدث عن أستقلال أي محافظة أو أقليم , وبناء على النصوص الدستورية الملزمة , فلا يحق لبرلمان كردستان العراق كما يحلو للبعض أن يصوت على أستقلال أو أنفصال أقليم كردستان العراق عن العراق , كما لايحق لآحد بالفهم الوطني وبالجيوسياسي أن يتحدث عن عراق مابعد داعش بروح أنفصالية أللهم ألآ أن يكون مصابا بأمراض العنصرية أو الطائفية وكلاهما يمنحان داعش مزيدا من المبررات لآستمرار جرائمها ويمنحان المتعاونين معها مزيدا من الوهم والآعقلانية التي جعلتهم يكونوا حاضنة لمن لايتشرف بهم الوطن ولا تتشرف بهم العائلة العراقية أيزيدية كانت أو مسيحية أو سنية أو شيعية , وعذرا على أستعمال المصطلحات التي لاتنسجم مع فهمنا العقائدي والوطني , فنحن قبل داعش وبعدها نريد عراقا واحدا , ومواطنا عراقيا من زاخو الى الفاو ومن الموصل الى البصرة ومن أربيل والسليمانية الى النجف وكربلاء , وعليه فأن ألآحداث التي تعرض لها العراق لاسيما بعد 9|6|2014 ستذهب بلا رجعة وسيبقى العراق على قاعدة ” وتلك ألآيام نداولها بين الناس “