23 ديسمبر، 2024 1:34 م

ماالعمل بعد انتكاسة حزيران؟-10

ماالعمل بعد انتكاسة حزيران؟-10

مسرحية سبايكر على خشبة مجلس النواب
بُؤْسَى لِمَنْ خَصْمُهُ عِنْدَ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ والْمَسَاكِينُ والسَّائِلُونَ والْمَدْفُوعُونَ والْغَارِمُونَ وابْنُ السَّبِيلِ ومَنِ اسْتَهَانَ بِالأمَانَةِ ورَتَعَ فِي الْخِيَانَةِ ولَمْ يُنَزِّهْ نَفْسَهُ ودِينَهُ عَنْهَا فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِهِ الذُّلَّ والْخِزْيَ فِي الدُّنْيَا وهُوَ فِي الآخِرَةِ أَذَلُّ وأَخْزَى وإِنَّ أَعْظَمَ الْخِيَانَةِ خِيَانَةُ الأمَّةِ وأَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الأئِمَّةِ.
———————————-
أَمَا إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي ذُلاً شَامِلاً وسَيْفاً قَاطِعاً وأَثَرَةً يَتَّخِذُهَا الظَّالِمُونَ فِيكُمْ سُنَّةً.
(الامام علي)
(1)   
مايميز العراق (الديمقراطي) الناشيء بعد عام 2003 هو ظهور المجازر بكل مقاييسها النانوية والمايكروية والمترية والكيلومترية التي لاتساوي شيء كما الفساد والاثرة والخيانات الوطنية.
بالطبع فان (الدولة) الجديدة التي تقودها المعارضة العراقية التي صعدت للسلطة على ظهر المظلومية وجرائم الابادة التي ارتكبها النظام السابق ضد الشعب العراقي بكل اطيافه لاتستطيع ان تخبرنا بالارقام احجام ونتائج تلك المجازر ولااسماء الضحايا- وليس هذا فقط -فبعد ان اصبحت المعارضة, دولة ظلت تستخدم وسائل المعارضة و(اخلاقياتها) في العهد الجديد (الزاهر).
لاتستطيع الدولة ان تخبرنا عدد ضحايا الارهاب ومن أي محافظات ومن أي (المكونات).
لاتستطيع الدولة ان تخبرنا عدد سكان العراق وسكان كل محافظة ومكوناتها.
فهذا يريد 25% من الموازنة وذاك يريد 40% من المناصب؟ في سوق هرج العراقي… وفيه تسمع كل صوت الا صوت الشعب العراقي وقواته المسلحة الباسلة.
لاتستطيع الدولة ان تخبرنا عدد شهداء القوات المسلحة ومن أي المحافظات والمكونات.
لاتستطيع الدولة ان تخبرنا عدد الارهابيين القتلى والاحياء ومن أي محافظات ومكونات وعشائر.
لاتستطيع الدولة ان تخبرنا كم سقط في الانتكاسة وكم منهم في سبايكر وكم منهم قتل على يد البيشمركة بعد ان رفضوا تسليم سلاحهم.
لاتستطيع الدولة العمياء ان تخبرنا كم داعشي عبر الاقليم باتجاه الموصل ليلة 9-10 حزيران .
لاتستطيع الدولة الفاشلة ان تخبرنا لماذا اخرجنا الامريكان تماما من العراق ونحن لانمتلك جيشا قويا ولاسلاح جو ولا امكانيات لوجستية ولا استخبارات فاعلة ولاقادة بيهم حظ ولاسياسيين شرفاء….ثم طلبنا مساعدتهم عندما اللاصت الامور علينا!!.
لاتستطيع الدولة الطرشاء ان تخبرنا لماذا بح صوت حلف الناتو مبديا استعداده لمساعدة العراق عسكريا اذا طلبت الحكومة العراقية منه ذلك… والحكومة العراقية لاتجيب-  او لاتريد الاجابة لان امرها ليس بيدها وامر العراق لايهمها.
لماذا لم نجد قائدا او وزيرا او رئيس وزراء ينتحر او يستقيل بعد كارثة حزيران- هل لان الجميع اسلاميون يجدون ان الانتحار حرام –ولكن الفساد والقتل والسبي والخيانة حلال- وان الله خلقهم كاملي الاوصاف -فل اوبشن- وانهم لايتحملون وزر شيء لانهم قادة تاريخيون ارسلهم الله للعراق هبة ومكرمة- كما قال الرفيق احمد ميشيل عفلق ان صدام هبة البعث للعراق وهبة العراق للامة.
(2)
في بغداد ترتكب المجازر اليومية من خلال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والكواتم والعلس واللواصق والخطف ويقتل شهريا المئات من الرجال والنساء والاطفال والشيوخ-وهذا الامر مستمر منذ عام 2003 بدون توقف ولابد ان عشرات الاف من الناس قد قضوا بسبب ذلك وان كانت الحكومة لاتعطينا أي احصائية حول الموضوع.
الجيش العراق والقوات الامنية قدمت عشرات الاف من الشهداء والجرحى والالاف قضوا بعمليات العلس عند التوجه للاجازة او العودة او من خلال عمليات غدر تتنوع اساليبها.
ينتشر الفساد في القوات المسلحة من بيع المناصب بالمزادات ومن نهب مقدراتها ومن دمج المليشيات والاقارب والمتحزبين وكل حزب له اقطاعيات ومناطق نفوذ وازلام لايجوز التعدي عليهم وهكذا صار الفساد كتل كونكريتية لايمكن ان يصطدم بها احد  وصار جزءا من المحاصصة الاثنية والطائفية والحزبية.
الفساد المالي والاداري منع تجهيز القوات المسلحة بالتكنولوجية الحديثة التي تدعم المعركة ضد الارهاب وتحمي حياة الناس ومنع تدريب وتجهيز ودعم القوات بما تستحقه.
والفساد جلب السياسيين الفاشلين على راس القوات المسلحة ليصلوا بها الى شاطيء الكوارث المستدامة.
(3)
كيف امكن اختصار كارثة حزيران بمجزرة سبايكر؟… لاشيء الان عن اسباب الهزيمة التي سلمت اراضي ونساء واطفال – ومعدات القوات المسلحة واموال طائلة ومنابع مياه ومزارع وصناعات واثار وحدود خلال يوم واحد وتركت الاف الشهداء والمفقودين…
لماذا الحديث فقط عن سبايكر؟.
لطالما تظاهر الناس قرب المنطقة الخضراء- وتمت مجابهتهم بقسوة ولم يسمح لاي متظاهر ان يدخل للمنطقة الخضراء.
الاف الشهداء سقطوا في غير سبايكر في ذات الهزيمة فلماذا لم يتظاهر اهاليهم؟.
لماذا صمتت الحكومة عن سبايكر – حتى حدث التحرك الشعبي ( المرتب سياسيا ربما) فاعتبرتهم شهداء وقررت ان تصرف رواتبهم!!!…
هل كانت الحكومة تدري بالمجزرة لو ان داعش لم تطلق افلامها؟.
هل كانت الحكومة تدري بتفاصيل المجزرة  لولا تطوع مشعان الجبوري ليكشف فصولا من ذلك السفر (الخالد) للارهاب الذي هو الوجه القبيح الاخر للفساد في العراق.
السيد رئيس الوزراء – مختار العصر- الذي استلم 18 محافظة كاملة – ابقى عند انتهاء مهامه على 13 محافظة كاملة, قرر انشاء قوة الثار لشهداء سبايكر – وهو مقتنع تماما ان قادته العسكريون وقادة الفرق الذين اختارهم شخصيا مع وزراء الدفاع والداخلية ابرياء من دماء سبايكر براءة الذئب من دم ابن يعقوب وبناءا على ذلك فقد قرر منحهم قطع اراضي من منتزهات احد مناطق بغداد جزاءا وفاقا على عدم تضييعهم بغداد والعراق باسره لحد الان!!.
ركب صدام عربة ذهبية –ذات مرة- في احد قصوره في سنوات الحصار والجوع وضياع الامل ليسحق قلوب الناس ويصيبهم بالسكري والضغط – والان يفعل بنا ذلك الحريص على اخذ ثار سبايكر فهل ان الامر برمته هو جينات عراقية متاصلة منذ الازل فيها قلة حياء وشعور بماسي الاخرين اما انها الاثرة التي يتخذها فينا الظالمون سنة!!.
(4)
كما حصل في تفجير الامامين عام 2006 – فانهم يالبون الناس على اساس طائفي من اجل المزيد من الدماء – وهم غير معنيون ابدا بسوء الادارة والتخبط والغباء والفساد الذي سبب سبايكر وماهو اكثر منه…
لم يحموا المرقدين الا بحفنة من رجال الشرطة فيما يمتلك كل منهم فوجا يحمي حياته الغاليه على الامة والشعب في الوقت الذي تركوا الامامين بلا حماية – لان للبيت رب يحمه… وفي سبايكر تركوا الشباب دون تدريب وسلاح وطعام وقيادة جيدة لتعبث بهم حتى ينتهوا بيد كلاب جهنم…
ليس الطغاة باسفين على مصارع الشباب ولو كانوا كذلك لاسفوا على مصارع الالاف في معركة الفلوجة ولتحدثوا عنها – لماذا الاسف – وعوائلهم وابنائهم في الخارج يعيثون في الارض فسادا وغالبيتهم له جنسيتان –
لماذا اذن سمحوا لعوائل سبايكر بدخول مجلس النواب؟…
الجواب. انها ليست اكثر من حركة شطرنج تمهيدية للحصول على اكبر غنائم الوزارة القادمة وابتزاز الطرف الاخر…
كانت مسرحية تحدث فيها وزير الدفاع حديث المضايف والدواوين – وصرخت النساء وكاننا في ماتم عراقي وعلا العويل والنياح وصار النقاش هرجا ومرجا- وماعرفنا شيء ولاعرفنا حقيقة مفيدة…
(5)
ليست سبايكر بحاجة لمسرحيات ولكنها بحاجة الى محاكم عسكرية ومدعي عام عسكري يوجه الاتهامات ومحاكم تصدر الاحكام …
ان يصبح مجلس النواب سلطة قضائية وتنفيذية وتشريعية في نفس الوقت امر مضحك في عراق (فصل السلطات).