في الشوارع المؤدية الى ساحة التحرير في بغداد والتي منعت فيها مرور السيارت ايام الجمع والتي يسلكها المتظاهرين مشياً على الاقدام للوصول لساحة التحرير ليعلنون عن غضبهم وحزنهم لما وصلت اليه الاوضاع من تردي وضياع , تجد اطفال يبيعون الماء والعلم العراقي , هذه الجدلية الرائعة التي صنعتها الحاجة ( ماء وعلم ) , الماء مصدر الحياة واستمراريتها والعلم العراقي مصدر وحدتنا وقوتنا , أن فقدنا الماء فلايمكن للحياة ان تستمر وان ضيعنا عَلمنا ضاع العراق وتشتت العراقيين الى طوائف وقوميات ومكونات ليس لها اول ولا اخر .
وبعد أن يتم بيع الماء والاعلام يلتحق هؤلاء الاطفال بالمظاهرات ليهتفوا للعراق ( خبز …. حرية … عدالة اجتماعية ) حاضر تفشى فيه الجهل والامية والموت المجاني , حاضر لا مستقبل له ومتى كان للجهل مستقبل سوى التخلف وانتشار الفساد .
وانت تراقب هؤلاء الاطفال تجدهم تارة يهتفون بحماس وانفعال كبيرين ويندفعون الى قلب الساحة ليشاركوا برفع علم كبير او يصفقوا او يهتفوا ضد الفاسدين الذين سرقوا منهم طفولتهم وبرائتهم وتارة اخرى تجدهم جالسين على الرصيف يضحكون فيما بينهم ولاادري هل يضحكون علينا لاننا لم نصنع لهم حاضر ولم نؤمن لهم مستقبل لاننا خرجنا بعد ان ضاعت الميزانية وفعلت فعلها الطائفية اوانهم يضحكون لانهم واثقين بأنفسهم وعلى يدهم مستقبلا سيتم تصحيح الامور المنفلتة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا .
وانت تراقب هؤلاء الاطفال تنتبه الى شيء مهم جدا , انهم لايستجدون ولايطلبون المساعدة بل جاءوا ليعملوا وليقدموا المساعدة , يبيعون الماء والعَلْم ويشاركوننا في مظاهراتنا .
المندسون في تظاهراتنا كثر , أمن ومليشيات وأطفال , الاطفال اندساسهم لصالح العراق وشعبه اندسوا ليقولوا لنا حافظوا على ثرواتنا الطبيعية ووحدتنا الوطنية وأما الامن والمليشيات فأن أندساسهم لصالح الحكومة الفاشلة والاحزاب المتسلطة اندسوا ليزيدوا الامر سوء اكثر مما هو عليه .