18 ديسمبر، 2024 4:44 م

مئذنة السراجي ..الجهلة يطعنون تأريخ البصرة !

مئذنة السراجي ..الجهلة يطعنون تأريخ البصرة !

قبل أيام احتفلت سلطنة عمان بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس إحدى مدنها، وفي عراق الحضارات يهدم الجهلة مئذنة جامع السراجي المشيدة منذ 400 عاماً ، طاعنين التأريخ بشهوده وارثه وهويته ، بمبررات لايقتنع بها الا الجهلة انفسهم !
اكتشف المسؤولون في البصرة وعلى رأسهم المحافظ اسعد العيداني ، ان أهالي البصرة لايعانون من الماء المالح غير الصالح للشرب ولا من انتشار المخدرات ولا من ارتفاع نسب البطالة ولا من الفساد المالي المعشعش في تفاصيلها ولا في الكهرباء المنسية ولا من الخدمات المؤجلة حتى اشعار آخر ..!
اكتشف العيداني بذكائه الخارق إن أزمة البصرة واهلها الكرام تكمن في مئذنة جامع السراجي ، وان هذا الشاهد التأريخي بوجوده ” المشوه ” يعرقل مصالح البصراويين في تحقيق احلامهم بحياة كريمة وسعيدة ، سعادة العيداني نفسه وهو يبتسم امام كاميرات الفضائيات معلنا انجازه التأريخي الكبير بهدم المئذنة طاعناً تاريخ أهل البصرة بطريقة همجية لها أكثر من دلالة لانريد الخوض فيها !
واذا ذهبنا مع تبريرات العيداني وابتسامته المتشفية ، فان الإزالة والتهديم كان ينبغي لها ان تكون بطريقة حضارة تحترم مقدسات الناس ، كما في تغريدة الشيخ خميس الخنجر ” هدم جامع ومئذنة تاريخية بهذه الطريقة المنافية لقيم التعامل مع الاماكن المقدسة والاثرية يستلزم موقفا حكوميا حازماً، ويجب اعادة بناء الجامع والمئذنة والاستعانة بشركات متخصصة في مجال نقل الآثار، وضرورة التأكيد على التعامل بمعايير محترمة ومنضبطة مع المقدسات”.
حتى الحكومة الاتحادية على موقفها المتراخي ، فنّدت كل تبريرات الهدم الهمجي ببيان وزارة الثقافة على لسان الوزير أحمد فكاك البدراني “إننا سنتخذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي، خصوصاً حادثة هدم منارة جامع السراجي ، رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث عدة مقترحات للحفاظ عليها وتجزئتها ونقلها الى داخل باحة المسجد”!!
حتى موقف الوقف السني الاكثر تراخيا من موقف حكومة السوداني ، كان يشير الى اتفاق مغاير لما قامت به همجية السيد المحافظ ، يقول بيان الوقف ”
“أنّ الاتفاق نص على “تقطيع المنارة وتفكيكها ونقلها إلى بطريقة حفظ الآثار وصيانتها واحترام مكانتها في نفوس أهالي أبي الخصيب، وإعادتها إلى وضعها الطبيعي” !
بل حتى موقف مفتشية وآثار البصرة جاء منسجماً مع موقف وزارة الثقافة
، حيث قالت إنّها “ستتحرك قضائياً بشأن الملف” أي ملف تهديم مئذنة جامع السراجي ،وقال مسؤول المفتشية مصطفى الحصيني مفنداً تبريرات العيداني ” إنّ المئذنة التي تعود إلى عام 1727 وتعتبر واحدة من آخر مئذنتين تاريخيتين في البصرة، وقد تفاجئنا بهدمها بالجرافات، من أجل توسعة أحد شوارع البصرة” !
وعد الحصيني، الإجراء “تصرفًا لا يعبر عن سمات الأمم المتحضرة”، وأضاف “إنّ المفتشية أبلغت الجهات العليا بعزمها التحرك قانونيًا ضد الجهات المسؤولة عن الجامع وعلى رأسها الوقف السني” !!
والسؤال :
اذا كانت كل هذه الجهاات ضد الطريقة التي تم بها الهدم ، فلماذا فعلها المحافظ العيداني ؟
ويعجبني ان لنهي المقال بتغريدة للمدون عامر الكبيسي قال فيها ” حبيبتي منارة جامع السراجي .. الواقفة في البصرة قبل تأسيس أمريكا .. أنا آسف فقد هدموك بسبب ضعفنا وتقاعسنا وغدر الغادرين من لحمنا ودمنا !!