26 نوفمبر، 2024 1:38 م
Search
Close this search box.

مئة ربان… وسفينة واحدة

مئة ربان… وسفينة واحدة

لكل سفينة ربان، يقودها ويوجهها، وحسب ماهو متعارف عليه فله القيادة المطلقة في اغلب الأحيان، والباقين كل يعمل في مضمار عمله، فالأشرعة لها من يعمل عليها، والدفة والتجديف والمراقبة، لها من يعمل عليها أيضا، وحساب الأفلاك وأماكن الاستراحة والأوقات، يطلقها الربان وهو المسمى بالكابتن.
منذ عشر سنين خلت، والعراق داخل دوامة، أرادها بعض السياسيين، والمعادين للعملية السياسية، وكل يعمل حسب هواه، وبما يتلائم بالمصالح الشخصية الضيقة، والقاعدة تقول: من يفشل في إدارة ملف معين، أيا كان المسمى، عليه أن يتنحى ويتركها لمن هو أجدر منه، وحسب القوانين، وإذا أراد البقاء! فهنالك جهة رقابية، وهي التي تحاسب وفق القانون، وما نص عليه الدستور ومحاسبته.
التصرفات الشخصية والفئوية، وضياع  المال العام وهدره بطريقة وأخرى، اثبت فشل من يتولى تلك الملفات، لأنه عمل وفق معرفته، وقد استنفذ كل طاقته التي يمتلكها، فعليه الاعتراف بالهزيمة، وهذه تحتاج إلى شجاعة، باتخاذ القرار الصائب، ويقول: أنا فشلت! فعليه أتنحى، واستبداله بشخص مقتدر، له دراية وحنكة، لإدارة تلك الملفات، وهذا هو السياق في العملية الديمقراطية، وليس بناء الإمبراطوريات، التي تعج بها الوزارات والدوائر، وأثبتت للعالم اجمع، أن الحكومة فشلت في إدارة الدولة، واستنفذت كل ما في جعبتها من سهام، ولم يبقى لها شيء، سوى الدفاع عن الكرسي، الذي يجلس عليه، وهنا من خلال المتابعة للعملية السياسية، تراها انحدرت عن المسار الديمقراطي، المعمول به في كل دول العالم، فمن المُسَلّماتْ إنها ليست ديمقراطية، بل بناء ديكتاتوريات باسم الديمقراطية .
اخذ رأي الآخرين، ووضعه على محمل الجد، من خلال استشارة ذوي الاختصاص، ليس بِمَنْقَصَةْ، بل هو بناء وتعديل المسار، ليس جبنا ولا خوف، بقدر ماهو مفيد للوطن والمواطنين، والتطبيق وفق ما تقتضيه المصلحة العامة، هو العمل الصائب، فهل وصل السياسيين إلى هذه المرحلة ؟
نتمنى من سياسيينا، أن يعملوا بما يرضي القاعدة الجماهيرية، التي أصعدته، سواء إلى البرلمان، أو الحكومة،وإسعاده وجعله في مقدمة الدول، ليس شيئا صعب المنال، وخدمته شرف، لأنه عانى من السنين التي مرت، من التهميش والإقصاء، وأمور كثيرة عليهم استبدالها، فهل هذا صعب ؟ إذا كان كذلك فعلى الدنيا العفا ..

أحدث المقالات