22 ديسمبر، 2024 11:46 م

مئات الالاف من الطلاب الجامعيين يدرسون عبر الانترنت حول العالم لتجاوز عقبة الحدود والحرم الجامعي

مئات الالاف من الطلاب الجامعيين يدرسون عبر الانترنت حول العالم لتجاوز عقبة الحدود والحرم الجامعي

منذ سنوات بدأت عدد من الجامعات حول العالم تطبيق نهج الدراسة الجامعية عبر الانترنت والتي بدأت تلقى رواجا واهتماما. بلا شك أن جائحة الكورونا واغلاق الحرم الجامعي والصعوبات المالية خلقت حافزا للانتساب لهذه الجامعات. التكنولوجيا كانت كفيلة بإحداث هذه النقلة النوعية في التعليم فالمناهج ومكتبة الجامعة ومشاهدة المحاضرات وتقديم الامتحانات عبر الانترنت كلها جعلت من الدراسة عبر الانترنت واقعا حقيقيا.

الحصول على تأشيرة سفر للولايات المتحدة واوروبا لاستكمال الدراسة الجامعية ليست بالأمر السهل لطالب العراقي مع تزايد الرغبة في الدراسة داخل الولايات المتحدة وأوروبا لما يحمله من فرص عمل في المستقبل أكبر بكثير من الجامعات المحلية. التعليم الجامعي عبر الانترنت تجاوز هذه العقبة فبدل السفر يمكن لطلاب الدراسة في منازلهم. فجامعة university of the people الامريكية هي احدى تلك الأمثلة لنجاح وفعالية وجودة التعليم عبر الانترنت

مئة ألف منتسب منهم عراقيون

في بداية العام الدراسي بلغ عدد المنتسبين في هذه الجامعة مئة ألف منتسب منهم 320 طالب عراقي يعيشون داخل العراق. يتوزعون على عدة محافظات من الذكور والاناث وأعمارهم متفاوتة بين حديثي التخرج من المدرسة ولغاية من هم في الخمسين.

رنا الجبوري تدرس دراسات عليا في هذه الجامعة ” نظرا لضعف محتوى التعليم الأكاديمي في الجامعات العراقية وكذلك التكلفة المرتفعة بالنسبة للدراسة في الجامعات الاهلية أو الخاصة فاخترت الدراسة في جامعة university of the people. فأنا خريجة عام ٢٠١٣ بتخصص علوم الحاسباتومن العشرة الاوائل لكن للأسف لم احظى بفرصة للقبول على النفقة العامة لدراسة الماجستير. وانا لدي عائلة ومصاريف اخرى ، وجدت دراسة الماجستير في التعليم في هذه الجامعة فرصة رائعة بالنسبة لي خاصة بعد قبولي بمنحة مجانية بعد تقديمي لطلب مساعدة مالية “.

جامعات أخرى كهارفرد وYale الامريكيتين وميجيل الكندية وادنبرة الإنجليزية وعفت في السعودية كلها بدأت أيضا تطبيق هذا النهج حيث تتشارك أيضا في انتقال الطلبة لتلك الجامعات المرموقة والهدف هو تجاوز عقبة المكان والحيز والحدود. يقول الخبراء في التعليم ضمن الأمم المتحدة إنه مع الوقت ستتحول العديد من الجامعات لنظام إما بالكامل عبر الانترنت أو جزئي لمجاراة متطلبات العصر.

عقبة اللغة الإنجليزية وتكاليف الدراسة

عندما بدأت جامعة الشعب أو الناس كما تسمى في العالم العربي كان الهدف هو توفير تعليم جامعي بأقل التكاليف وتوفير منح جامعية للمعوزين تطبيقا لفكرة العدالة في التعليم التي أطلقتها الأمم المتحدة. فجون ساكستون الرئيس السابق لجامعة نيويورك هو أحد الاعمدة في اعداد واطلاق الجامعة ” نحن بحاجة في هذا العالم لعدالة في التعليم الجامعي الذي لا يجب أن يكون حكرا على الأغنياء وفي نفس الوقت توفير جودة تعليم تتناسب مع متطلبات سوق العمل وعملنا مع ثلة من الاكاديميين الأمريكيين لعشر سنوات من أجل تطبيق هذه الفكرة “.

تكاليف الدراسة عبر الانترنت هي الأخرى متدنية مقارنة مع الجامعات التقليدية لانها توفر المرافق العامة والبنايات والأجهزة والمختبرات ولهذا كل تكاليف الجامعات التقليدية هو غير موجودة في جامعات التعليم عن بعد. في ذات الوقت هي جامعة معترف بها في الولايات المتحدة من قبل هيئة اعتماد التعليم العالي.

اذا سافر الطالب العراقي للولايات المتحدة أو بريطانيا سيكون أمامه حاجز اللغة وعلى الأقل عام كامل من دراسة اللغة ليتمكن بعدها اتقان قراءة الكتب الجامعية. هذا الحاجز في جامعة الناس تم تجاوزه بفتح القسم العربي في الجامعة لتعليم إدارة الاعمال باللغة العربية حيث تم تعريبه من المنهج الإنجليزي. الحل الثاني كان بتوفير دورات للغة الإنجليزية ضمن الجامعة نفسها ليبدأ الطالب بالتوازي دراسة إدارة الاعمال بالعربي ودراسة اللغة الإنجليزية لينتقل بعدها إن شاء للقسم الإنجليزي.

التطور التكنولوجي يشكل رافعة لتحسين جودة التعليم

في الجامعات التي تعتمد التعليم عن بعد يكون المنهج الدراسي ومعه تقديم الواجبات والامتحانات عبر الانترنت بشكل كامل ومع توفير مكتبة الجامعة أيضا عبر الانترنت حيث يطلّع الطالب على الأبحاث والكتب والمراجع بشكل أسرع. هذا كله لم يكن بالإمكان تحقيقه دون تطور الأدوات التكنولوجية وسرعة الانترنت ما لها من تأثير لكن في دول مثل أفغانستان وسوريا وليبيا وبلا شك في العراق هناك ضعف في شبكة الانترنت لكن هذا ليس عائقا لأنه لا حاجة لشبكة طوال الوقت لان الدروس مسجلة وسهولة تنزيل الكتب طالما وجدت الشبكة.

الدكتور محمد رزق الله رئيس القسم العربي في جامعة University of the people الامريكية يرى أن المستقبل الحقيقي لتعليم الجامعي هو عبر الانترنت ” في كل عام يتضاعف ويزداد عدد المنتسبين حول العالم وفي العالم العربي نرى اهتمام بالغ ليس فقط من شريحة الشباب بل أيضا من الكبار الذين يعملون في وظائف أو ربات منازل حيث من الصعب عليهم العمل والدراسة داخل الحرم الجامعي. سواء الذين يدرسون إدارة الاعمال أو الماجستير باللغة الإنجليزية حسب إحصاءاتنا يحصلون على وظائف متميزة بسبب الشهادة الامريكية المعتمدة وتساعدهم في الدراسة في الولايات المتحدة لاحقا أو العمل في دول غربية أو اعتلاء وظائف أرقى داخل الشركات المحلية “.

الطالب العراقي عقيل العوكلي يدرس عبر الانترنت ويرى أنها تتجاوز الحدود والحواجز ” هذه الجامعة أعطتني الفرصة للدراسات العليا في امريكا بدون ان اترك عملي او حياتي الاجتماعية او حتى عائلتي في العراق. لم أتأخر عن التعليم حتى في ظروف كورونا الحرجة لان الجامعةإلكترونية والجميع يستطيعون التقديم في أي وقت دون الحاجة لصفوف الدراسية والقاعات”.

 

صورة 1 : عقيل العوكلي

صورة 2 : د. محمد رزق الله

صورة 3 : جون ساكستون الرئيس السابق لجامعة نيويورك