5 نوفمبر، 2024 5:34 م
Search
Close this search box.

مؤمن آل فرعون

يدخل فرعون الى قاعة العرش,,
هامان –يستقبله بابتسامة الوزير المتملق-
تضج القاعة –بتصفيق حار
والجميع-ينحني للفرعون-الرب-الملك-
السحرة –المقربين
وزراء الدفاع-
وزراء الداخلية-
وزراء الصناعة-
وزراء التجارة-
وزراء الزراعة والماء-
اضافة-الى القادة
والمستشارين-
والمهندسين المعماريين-
والمهندسين الزراعين-
مع-جمع غفير
من الاطباء-
والفنانين-
والشعراء-
والموسيقيين-
وبعض-من التجار
والحرفيين-
في الركن الجنوبي-من قاعة العرش
كان هناك رجل –في منتصف الخمسينيات –
تبدو-عليه سيماء الصالحين
وامارات-العلم والمعرفة
فلم-يكن يأبه بسطوة الفرعون
ولابدهاء وثعلبية الهامان-
ولايكترث-برتب الوزراء
والقادة –
الذين-لم يكونوا يروا سوى الفرعون
الرب-والملك
وكالعادة يبتدأ الفرعون الحديث قائلا
“ذروني-اقتل موسى”
“وليدع ربه-اني اخاف ان يبدل دينكم”
“او –ان يظهر في الارض الفساد”
سكت –الجميع
وبدت عليهم –علامات الرضا والاستبشار-
بقتل موسى-ودرء الفتنة
لكن رجل واحد-من بين تلك الجموع
يرفض-المرسوم الفرعوني
وينتفض مثل الاسد-قائلا
“اتقتلون –رجلا ان يقول ربي الله”
“وقد جائكم –بالبينات من ربكم”,,,
يصدم الجميع-
ويصاب الفرعون-بالدهشة والذهول
وينظر-بغضب الى هامان
مستفسرا-عن وجود رجل من آل –فرعون –ومن المقربين –يؤمن برب موسى-ويكفر بربوبية الفرعون-
فيبتدر-الجمع الغفير قائلا
“ما-اريكم-الا-ما ارى-وما اهديكم-الا-سبيل الرشاد”,,,
فانا-ربكم
وانا-ملككم
وانا-فرعونكم
بيدي-ملك مصر
ومن تحتي-يجري نهر النيل العظيم
وجميع-المصريين
بمختلف شرائحهم-ومكوناتهم
ينقادون-لسطوتي
ويخضعون-لسلطاني
ولن-يستطيع موسى
ولارب موسى-ان يسلباني سلطاني-
يهتف –الجميع
“عاش-الفرعون”
“عاش-الرب”
“عاش –الملك”,,
الرجل-المؤمن ينتفض مرة اخرى-
وهو-العالم بتاريخ الاديان والانبياء والامم-ليذكر الفرعون-وحاشيته
بدين التوحيد-الذي جاء به نوح-وهود-وصالح-وابراهيم-ويعقوب-ويوسف من قبل-قائلا
“وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ – مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ – وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ – يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ – وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ – الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ “””””
كل هذا لم ينفع-
ليتمادى الفرعون-في غيه واستبداده
ويطلب-من هامان
وحاشيته-المغفلة
والمستأكلة-تشييد صرح عال
ليصل الى السماء-ويطلع الى اله موسى
مستهزءا-وساخرا
فنراه يقول-
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ – أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا- وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ “”””
هذا الكلام-لايعجب الرجل المؤمن
لينتفض-بوجه الفرعون
وحاشيته القذرة-قائلا
“””وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ – يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ – مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ – وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ – تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ – لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ – فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اهََُّ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ – فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ – النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ-“””
وهكذا-تكون الخاتمة
ينجوا-هذا العبد الصالح
من كيد الفرعون-ومن نار جهنم
ويغرق-الفرعون
والهامان-
وحاشيته-من الوزراء
والقادة-
والاطباء-
والمهندسين-
والشعراء-
والموسيقيين –
في نهر النيل –
ثم-يكون مثواهم نار جهنم
وبئس المصير-
وفي-نهاية المطاف
نستشف –من هذه القصة
عدة امور –منها
1-كل –الطغاة في الارض-
سيكون –نهاياتهم في مزابل التاريخ
2-ليس-من الصحيح ان نتعبد بما يتعبد به اباؤنا-الاولين
3-في كل عصر-يظهر رجل عارف حكيم
يرفض-المعتاد والمألوف
4-كل من يخدم –ويعمل من اجل بقاء وديمومة –ملك الطغاة-فهو طاغ-ومستبد ايضا-
5-البقاء-للعلم والمعرفة
وليس-للمال-والسلطنة
خارج النص-
كل ما تعلمناه –ودرسناه
في المدارس-والجامعات
ليس-بالضرورة ان يكون صحيحا
وحقيقيا-فكثير من الاشياء قد غابت عن ادراكنا-بشكل عشوائي-او-بصورة مقصودة؟؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات