23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

مؤسسة الشهداء و”فقه التبرير”!

مؤسسة الشهداء و”فقه التبرير”!

عندما يكون المسؤول فقير أداريا،يعجز عن أدارة مؤسسته التي يقف على قمة هرمها،وبالتالي تمتد جذور عجزه إلى الرعية المكلف بتقديم الخدمات إليهم،ثم ينتهي به المطاف إلى امتطاء “فقه التبرير”!.

بينما أتابع ليل البارحة “قناة العراقية”برنامج “الجدار الرابع”،ردود وأجوبة مديرة مؤسسة الشهداء السيدة “ناجحة الشمري”،وصل بي الأمر حد البكاء على حال تلك المؤسسة التي تعنى،بأكرم وأفضل شريحة (الشهداء أكرم منا جميعاً)،وهي تعجز عن إيصال صوتها إلى مجلس الوزراء الذي يبعد عن مقرها بضع أمتار!،كما شّخص ضيف البرنامج المجاهد “حسن فدعم” مشكلة تلك المؤسسة (فقدان صوتها)!.

النقطة التي استفزتني بحديث السيدة الشمري،تبريرها ضعف إعلام المؤسسة،بسبب قلة الإمكانات المادية!.

سأتحدث لك سيدتي الفاضلة بتجربة شخصية،ولست مفاخراً،منحني الله تعالى فرصة تلبية فتوى المرجعية المباركة بالدفاع عن العراق،فتسنمت مسؤولية “الإعلام الحربي” لـ “سرايا عاشوراء”،بحسب اختصاصي،كانت الظروف متسارعة،وكنت وحدي .

القيادة كانت منشغلة بالمعركة،وبما تتطلب من دعم (لوجستي)،فيما طلب مني تشكيل فريق الإعلام الحربي،وأعطيت فرصة ستة أشهر لانجاز تلك المهمة أي تشكيل الفريق.

كنت غير مقتنع بالانتظار لحين تشكيل الفريق،فما أن حصلت على “مونتير” واحد،ومصور،رسمت خارطة الطريق لعمل الفريق،وهي السير باتجاهين متوازيين،أكمال الفريق، ورفد المعركة بما تحتاجه من تعبأه إعلامية.

يتذكر أعضاء الفريق، أننا كنا نأكل طعامنا على قطع الكارتون دون ملاعق!.

لكن ذلك الفريق أصبح حديث إعلام “الحشد الشعبي المقدس”،ورمحا من رماح إعلامه الذي واجه إشاعات “داعش” بوقائع لا يشوبها غبار مدادها دماء المجاهدين وتضحياتهم،فقد كنا ننتج يومياً مقطع “فديو” يصور تلك المآثر الخالدة.

كما قال “يوسف ع” لعزيز مصر(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55 ).

لست باحثاً عن تعيين،وأن كان حقي،فأنا والد شهيد وطالب ماجستير،وليس لدي تعيين!!!.

أعطني مسؤولية أعلام مؤسسة الشهداء،بصفة عقد أو مستشار بصلاحيات،وبتلك الإمكانات،وبعد عام يكون التقييم.

سيدتي المؤسسة التي تعجز عن استحصال كتاب من مجلس الوزراء للقنوات الفضائية التي تمول حكومياً، يلزمها التعاون وبث البرامج التي تسلط الضوء على جرائم حزب البعث وصدام،وجرائم ربيبه “داعش”،هل تستطيع الدفاع عن حقوق يتامى وأرامل ذوي الشهداء؟!.

في التجارب الديمقراطية،ونحن نستفي بظلالها،عادت ما يتحمل المسؤول بشجاعة أخفاق مؤسسته،ويبادر إلى الاستقالة احتراماً لمشاعر الجمهور.

لكن في بلدي، يبدو أن المواقع الإدارية هي “ملك عضوض”،وهبتها السماء للبعض،ولا يجوز للرعية أن تعترض،أذا صلى الأمير الفجر ركعتان أو أربعة!.