4 نوفمبر، 2024 11:52 م
Search
Close this search box.

مؤتمر ميونخ الأمني والدور الفاعل لإقليم كوردستان

مؤتمر ميونخ الأمني والدور الفاعل لإقليم كوردستان

بالتأکيد لكل مؤتمر شعار معين، يحدد الاتجاه أو يثير سؤالاً إستفزازياً يحتاج إلى إجابة. مؤتمر “ميونخ الأمني”، في دورته الـ 56 والذي جری بين 14 – 16 من شباط عام 2020 رفع شعار مايسمی بـ “تراجع الغربية”Westlessness والتي تعني الاضطراب العام الناتج عن حالة اللايقين بشأن المستقبل ومصير الغرب. شارك في هذا المؤتمر حوالي 40 من زعماء الدول ورؤساء الحكومات وحضر فیه نحو 100 من وزير خارجية أو دفاع وممثلون عن وزارات أخری ومئات من الخبراء و مايقارب 1300 صحفي، لمناقشة الأزمات الحالية والتحديات الأمنية المستقبلية والإستماع الی آراء خبراء السياسة الأمنية الدولية.
المؤتمر الذي تأسس في الأصل عام 1963 كأجتماع الماني – أمريكي لتبادل المعلومات حول القضايا الأمنية لايزال ذا أهمية لکلا البلدين والدلیل علی مانقوله هو المشاركة الكبيرة والفاعلة للوفد الأمريكي المتمثل برئیسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، و وزير الخارجية، مايك بومبيو، و وزير الدفاع، مارك إسبر، ووزير الطاقة، ريك بيري.
وقد کان لرئیس حکومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، علی هامش هذه المنصة الفريدة من نوعها في العالم، فرصة ثمينة لإجراء لقاءات مهمة مع عدد من رؤساء حکومات دول وكبار المسؤولين العالميين المشاركين في المؤتمر علی مستوی وزراء الخارجية والدفاع والطاقة و ذلك لتبادل الرأي بعيداً عن الخطب التقليدية ومناقشة الوضع الراهن في العراق والمنطقة بشكل تفاعلي و کذلك إمکانية بحث سبل تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان و تلك الدول المتقدمة.
إقليم كوردستان الذي له، کنموذج ناجح للحکم في المنطقة، دور مهم و فاعل في المنطقة وخاصة في مجال مکافحة الإرهاب والتصدي لهجمات داعش المستمرة ومنع عودته والذي أصبح ملجأً وملاذاً آمناً للنازحين واللاجئين، يهتم بالقيم الغربية المرتبطة بتطور الديمقراطية والليبرالية واقتصاد السوق والحرية و يتواصل و يتعاون بشكل أوثق مع حلفاءه في قضايا الأمن والدفاع والتجارة والهجرة للمحافظة علی أمن و إستقرار الإقليم و المنطقة من التهديدات التي تطرحها الميليشيات المتطرفة العابرة للحدود علی نحو متزايد.
يعود فضل هذه التجربة الناجحة في إدارة حکم إقليم كوردستان، کما أشار الیه أمين عام جامعة الدول العربية، في لقاء لە مع رئیس حکومة الإقليم علی هامش هذا المؤتمر، الی حكمة وقيادة الرئيس البيشمرکة مسعود بارزاني.
وفد إقليم كوردستان المتطلع للإصلاح من أجل هوية وطنية كوردستانية واحدة وبيشمركة موحدة عمل خلال هذا المؤتمر بجدية علی إبراز تضحيات قوات البيشمركة في الحرب ضد الإرهاب وقام بإقناع شرکائه الدوليين علی ضرورة مواصلة تدريب و مساعدة هذه القوات البطلة لمواجهة التهديدات الأمنية وتحقيق رؤیة الإقليم وأهدافه المستقبلية المستندة الی القيم الإنسانية العالمية، كالحرية والتسامح والإخاء الإنساني والعدل والمساواة، التي تعزز احترام وحماية حقوق الإنسان والتعايش السلمي وتصون الحريات الخاصة والعامة و تضمن الأمن والاستقرار المجتمع.
ختاماً، يقول الكبير مهاتما غاندي: “فلسفة الحياة ترى أن الغاية والوسائل حدود وعكوس… وإن قيمة الغاية هي قيمة الوسائل، والوسائل كالبذور والغاية كالشجرة والمرء انما يحصد ما زرع ، ولذا فإننا إذا انتبهنا إلى الوسائل وثقنا من بلوغ الغايات”.

أحدث المقالات