لايمكن قبول فكرة الاستمرار بالنهج القديم الذي سارت عليه الدولة العراقية خلال الـ15 عاما الماضية على اقل تقدير تبعا لتغير موازين القوى داخليا وفي الاقليم المحيط يضاف اليها مجموعة عوامل وعقد سيطرت على شريحة واسعة من المجتمع ازاء ماشهده العراق من تكسر في نسيجه بسبب الصراعات والحروب ، رافقها ايضا الانشطارات المتعددة في القرارات داخل المؤسستين التشريعية والتنفيذية الذي مزق الدولة وحولها الى مؤسسات متناحرة، تساؤلات كثيرة تدمر الرأس تحتاج الى الوقوف جديا لحلها بعيدا عن الحكائيات التي اشبعت الوعي الجمعي باليوميات السطحية.
ابو هاشم ندرك انك في ورطة ، نعم ورطة العراق الكبيرة في ظل صراع يحاول طرفه الاول متمثلا بشخصك الانتقال بالعراق الى عهد جديد وان كانت الخيوط التي تمسك اطرافها متفحمة لكن خياراتك الصعبة تفرض عليك العمل بتلك الترسانة العميقة التي تمتلكها ونعتقد انها ستتحقق فعليا اذا ما اعتمدت تدمير مفاسد الدولة العميقة التي بنيت على الفاشلين والموتورين.
لا داعي ان اشرح لك الاستنزاف الذي يعيشه الفرد العراقي كما يقول دوستويفسكي انه ماعاد يصلح للاحاديث اليوميه السطحية فالة الحرب سحقت معها الكثير من المفاهيم وتركت في الذاكرة جملة من التساؤلات سنعجز عن طرحها بأي صيغة للجيل لتعقيداتها التي لاتجد توصيفا شافيا لذلك الانفجار الكوني الذي عاشه العراق.
اٌن للدولة ان تنزع ثوب العصابات والاحزاب التي سيطرت على مفاصل مؤسساتها فلا زلنا نعيش الثأرية للانتقام من الناجحين والحالمين بالوطن الامن ، اٌن لمؤسساتنا ان تنزع ثياب الغربة وترتدي ثوب الدولة المدنية التي يحترم فيها القانون ، اٌن للدولة ان تتحول الى مؤسسة ودولة واحدة.
فعليا لا تنهض حكومتك ولن تتنفس الصعداء دون الاهتمام بالاعلام الوطني كونه الاساس والدعامة المتينة التي تستطيع ان تستند عليها لبناء الدولة وقطعا لايسير ذلك الاعلام في ظل تهديد بعض المتاصبين والخاسرين والفاشلين ولانك حددت بعض النقاط الخاصة بأعلام الدولة قبل فترة وجيزة فاقول لك صراحة.
ادعوك جديا للذهاب الى شبكة الاعلام العراقي والخروج بمؤتمرك الاسبوعي المقبل من هناك للتعريف بدور المؤسسة في بناء الدولة وتوعية المجتمع اولا وللتعرف على التغيرات الحاصلة خلال عام من الزمن فقط.
نعم عام واحد فقط استطاع خلاله شاب عراقي مخلص في التخلص من استهتار الفاشلين الذين حولوا الشبكة سابقا الى مستنقع للفشل ولا اريد ان اذكر لك مجريات اخجل من ذكرها امام الرأي العام ورغم الهجمات التي واجهها رئيسها الشاب مجاهد ابو الهيل الذي يتهم بالتحزب ظلما وجورا لكنه تمكن من بناء مؤسسة وضعها على جادة العمل على اقل تقدير رغم العجز المادي وجيوش الفاشلين الذين زجتهم الاحزاب الفاسدة ، نعم اقولها صراحة انه تمكن من رسم ملامح مؤسسة ناجحة رغم الخناجر السامة التي غرست بخاصرته فهل سيحاسب مجاهد من منطلق الحصص الحزبية وتعود أعلى مؤسسة أعلامية بالعراق الى خانة الفشل من جديد؟ هل ستتركه عرضة لكيديات الفاشلين ؟ بربك هل تنهض دولة تحترم نفسها بهكذا طريقة؟ بل قل كيف تنهض دولة تريد لنفسها الكرامة مع تكرار نفس الاخطاء السابقة؟.
لماذا لم تنفذ ذلك وأنت مسؤولا؟ اليس هذا احد تساؤلاتك السابقة التي طرحتها في مقال لك قبل اعوام؟ اطلاقا لا اريد ان اشرح لك كل التفاصيل والانتقالات الاولية التي تشهدها الشبكة في السير على طريق المؤسسات الاعلامية المحترفة المحترمة لكني ادعوك مجددا للمجيئ والتعرف على تفاصيل الانتقال حتى تكون ملزما بالدعم والعون واسناد المؤسسة للانطلاق نحو البناء الذي ترتقبه دولتنا التي نريد لها ان تكون على مسار المركب المدني.
وبما انك تؤمن بالقدرات والطاقات الشابة الخلاقة فعليك ان تدعم هذا التوجه للخلاص من كهول السياسة والمؤسسات التي لم تأت بسوى الخيبات ، توجه للشبكة لترى ماذا صنع أندريه مارلو.