لا أدري لربما سيكون في قادم الأيام لأسم فندق ( ديفان) في أربيل شأن وصيت في عالم السياسة وأحداثها في العراق تحديدا وفي المنطقة عموما لكونه أحتظن وقائع مؤتمر( السلام والأسترداد أو مؤتمر التعايش السلمي بين الأديان) الذي وضع اللبنة الأولى للتطبيع مع أسرائيل!! ، ولربما أكون أول من سمى مؤتمر السلام والأسترداد الذي عقد في أربيل في فندق ديفان موضوع مقالنا (بمؤتمر ديفان)! وللدخول في صلب الموضوع نقول:
1- على الرغم من الأحباطات الكبيرة والخيبات والأنتكاسات التي مرت على الأمة العربية خلال العقود السبعة التي مضت والتي أثرت كثيرا على المواطن العربي وأفقدته الأمل في كل شيء ورغم الضياع الكبير الذي تعيشه الأمة العربية لأسباب كثيرة وعديدة يطول شرحها ، ولأن العراق أحد أبرز أبناء هذه الأمة العريقة نقول رغم كل الذي جرى ويجري على العراق تحديدا من ظروف عصيبة ومنذ أربعة عقود ولحد الان وتحديدا بعد تداعيات الأحتلال الأمريكي الغاشم للعراق والتي أفقدت المواطن العراقي الأمل من كل قادم من الأيام وكذلك أفقدته ثقته بكل شيء حوله ألا أن هذا المواطن لا زال يحتفظ بالكثير من الروح الوطنية والقومية التي تجعل تقبله لموضوع النطبيع مع أسرائيل أمرفيه خدش لكرامته وعزته وعروبته0
2- يتوهم من يعتقد من العراقيين بأن التطبيع وأقامة العلاقات مع أسرائيل تعني نهاية لكل مشاكل العراق وبداية لأزدهاره وتقدمه وأستقراره!! ، بأعتبار أن العراق تبنى موضوع القضية الفلسطينية بكل جد واخلاص وصدق وجلب لنفسه الكثير من المشاكل وجر عليها الكثير من الأعداء والأحقاد والويلات بسبب دعمه اللامحدود للقضية الفلسطينية وخاصة فترة النظام السابق! ، كما وأن العراق شارك في كل الحروب التي خاضتها الأمة العربية ضد أسرائيل على مر كل الحكومات التي قادت العراق منذ تأسيس دولته عام 1921 وقدم ألاف الشهداء في سبيل القضية الفلسطينية ولم يبخل في أي شيء في سبيل دعم القضية الفلسطينية ونصرتها0
3- لأنهم المؤتمرين يعرفون تماما بأنهم يقومون بعمل معيب ومخزي ويخدش الكرامة والحياء بحق أنفسهم وبحق العراق ! ، لذا فأنهم أتخذوا طريق المخاتلة والتدليس في حضور المؤتمر الذي عقد في فندق (ديفان) في أربيل والذي وصل عدد المشاركين فيه الى 300)) شخص من مختلف الملل والنحل والطوائف والقوميات والأتجاهات الفكرية والسياسة والقومية والعشائرية في العراق 0
4- لقد كانت أعذار المشاركين في مؤتمر (ديفان) أقبح من ذنبهم! ، وأقبح من أستغفالهم لعقول العراقين بالأعذار السخيفة والساذجة التي سمعناها منهم والتي تدل على جبنهم وخوفهم ، والتي لا يصدقها طفل ولا مجنون! ، فهم لم يكونوا تلاميذ في الأبتدائية حتى يستطيع أحد استغفالهم بهذه البساطة ويجرهم للحظور الى مؤتمر خطير وهام مثل مؤتمر ( ديفان) دون أن يعلموا ماهية المؤتمر حسب قولهم! ، بل اثبتت الوقائع والدلائل بأنهم كانوا يعلمون ويعرفون تماما لماذا ذهبوا الى كردستان وعلى ماذا سيجتمعون ويعقدون مؤتمرهم!0
5- أما ما ذكروه للأعلام ولكل القنوات الفضائية بأنهم حضروا المؤتمر وضنهم بأنه مؤتمر (للسلام والأسترداد ، أو مؤتمر للتعايش السلمي بين الأديان!) ، والذي يعني أقامة السلام والتقارب والحوار البناء بين الأديان السماوية المسيحية واليهودية والأسلام ، وأيضا لبحث موضوع أسترجاع حقوق اليهود وأعادتهم لوطنهم الأم الذي هجروا منه وسفروا عام 1948 والذي نهبت فيه أموالهم وصودرت أملاكهم في الواقعة التاريخية المعروفة ( فرهود اليهود)، وبأنهم أي الحاظرين لم يكونوا يعلموا بأنه مؤتمر للتطبيع مع اسرائيل!!0
6- أقول لو أفترضنا جدلا بأنهم صادقين فيما يدعون! وبأنهم لم يكونوا يعرفوا بأنه مؤتمر للتطبيع مع أسرائيل!؟ ، ومع ذلك فحضورهم للمؤتمر فيه عيب وخزي كبير عليهم! ، لأن الأجدى بهم أولا هو أن يقيموا في بغداد مثل هذا المؤتمر لبحث قضايا المهجرين في داخل العراق بسبب الحرب الطائفية والذي يفوق عددهم المليون مهجر وأعادتهم الى محافظاتهم ومدنهم وأعادة كافة حقوقهم ، حيث لازالوا يعيشون في المخيمات وفي بؤس وحرمان من أبسط مفردات الحياة الأنسانية ، وكان الأجدى بهم أيضا وقبل أن يبحثوا عن موضوع التعايش السلمي بين الأديان ، عليهم أن يقيموا السلام والمحبة ونبذ الطائفية والقضاء عليها تماما في العراق ، ويبحثوا عن كيفية أعادة لحمة النسيج العراقي الأجتماعي والديني والقومي الذي مزقته سياسة الحقد العمياء سياسة الفتنة والفرقة التي زرعها المحتل الأمريكي ، لا سيما وأن الكثير ممن شاركوا بمؤتمر(ديفان) ، كانت لهم اليد الطولى في خراب ودمار العراق وتدمير نسيجه الأجتماعي والطائفي والقومي وتهجير أبناءه وسلب حقوقهم وأملاكهم وممتلكاتهم!!0
7- على من حضروا المؤتمر أذا كانوا بهذا المستوى من الأنسانية والروح الوطنية المحبة للسلام والخير أن يتابعوا قرارات ونتائج ((لجنة تشيلكوت البريطانية المستقلة)) التي أعلنت عام 2016 بعد 7 سنوات من التحقيق والتقصي لمعرفة الحقيقة! ، بشأن الحرب على العراق عام 2003 والتي دمرت وطنا وبلدا كاملا وحضارة عمرها أكثر من 7000 آلاف سنة ، ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية في الحرب وتحديدا الكنوز الأثارية منها التي سرقت ونهبت والتي لا تقدر بثمن!0 حيث برأت لجنة ( تشيلكوت البريطانية المستقلة) العراق من أمتلاكه للسلاح الكيمياوي وأية اسلحة للدمار الشامل ، وأدانت رئيس وزراء بريطانيا (توني بلير) والرئيس الأمريكي (جورج بوش الأبن) بسبب غزوهم العراق حيث لم تجد اللجنة المذكورة أية مبرر للحرب التي شنت على العراق!!0 أقول فعلى من حضروا مؤتمر(ديفان للسلام و الأسترداد) ، أن يقوموا ولو بمحاولة بسيطة على أقل تقدير بمطالبة المجتمع الدولي وعلى ضوء نتائج ( لجنة تشيلكوت المستقلة) وتحديدا أمريكا وبريطانيا وكل الدول التي شاركت بالحرب الباطلة على العراق بتعويض العراق عن كل الخسائر التي نتجت عن الحرب غير المبررة التي شنت عليه ، قبل مطالبتهم بأسترجاع حقوق اليهود التي مضى عليها اكثر من 70سنة! أليس كذلك؟0
8- كان الأجدى بحكومة الأقليم أن لا تعتذر بعدم علمها ومعرفتها من أقامة هذا المؤتمر على أرض الأقليم!! ، فمن باب الأفتراض أذا جاملنا وأقتنعنا ولو بنسبة 1% من أعذار من شاركوا بالمؤتمر، فأنه لايمكن وبأي شكل من الأشكال قبول وتصديق أي عذر من حكومة الأقليم بعدم علمها عن أقامة مؤتمر (ديفان)! ، لأن العالم كله يعرف يأن الأقليم هو دولة داخل العراق! ، وهم يتعاملون معه على هذا الأساس!! ، وصوريا وبالأسم فقط هو أقليم فدرالي يتبع حكومة المركزالأتحادية!! ، فلا سلطة للحكومة الأتحادية على الأقليم على مر كل الحكومات التي قادت العراق من بعد الأحتلال الأمريكي للعراق في 2003 ولحد الان ، وخاصة في ظل الحكومة الحالية الضعيفة التي يترأسها الكاظمي0
9- كنت أتوقع من حكومة الأقليم أن تعلن بكل شفافية وجرأة وشجاعة عن أقامة (مؤتمر ديفان للسلام والأسترداد)! ، على أرض الأقليم باعتبار أن الأقليم ينعم بالسلام والأمان وبالديمقراطية وأنها تتبنى أقامة مثل هذا المؤتمر، ولكن ليست لها أية علاقة بمقرراته ولا تتبنى أية نتائج وتوصيات من المؤتمر! أليس كذلك يا حكومة الأقليم؟
10- لا سيما وأن حكومة أقليم كردستنان ومن بعد سقوط النظام السابق تبنت نهج العفو عن الكثيرين ممن عملوا مع النظام السابق وعفت عنهم وأستقبلتهم ، كما وأنها رفعت شعار السلام والتآخي والمحبة ، وأن الكثير ممن عملوا في دوائر الدولة العسكرية والمدنية أبان النظام السابق يعيشون بسلام وآمان في الأقليم!، فلماذا هذا العذر الذي لا يمكن لأحد ان يصدقه !؟ وهنا لا بد من التذكير بأن رئيس الجمهورية الأسبق المرحوم ( جلال الطالباني) ، طلب من عائلة رئيس النظام السابق ( صدام حسين) بالأقامة في كردستان!! وأحتظانهم بكل أنسانية وأمان وسلام ومحبة وتقدير من بعد سقوط النظام السابق وأحتلال الأمريكان للعراق0
11 – على الجميع أن يعوا تماما بأن أسرائيل ليست بحاجة الى التطبيع مع العراق!! فوجود الأحتلال الأمريكي والبريطاني والفرنسي في العراق هو أكبر من التطبيع وأقامة العلاقة مع أسرائيل!! ، لأن هذه الدول هي من دعمت وقوت وأقامة نشوء الكيان الصهيوني منذ عام 1948 ولحد الان!!0 كما أن احد أهم أسباب شن الحرب على العراق وتدميره هو ضمان أمن أسرائيل! ، التي تعيش الآن في ربيع دائم وفي أمن وأمان بعد أحتلال العراق وتدميره!! 0
12- على الرغم من رفض غالبية العراقيين لموضوع التطبيع ! ، ألا ان التطبيع مع أسرائيل سيكون أمرا مفروغا منه وهو مسألة وقت لا اكثر! حيث سيفرض على العراقيين المغلوبين على أمرهم بأية طريقة! ، كما فرضت وتفرض عليهم أمور كثيرة منذ الأحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ولحد الان!0
13 – أخيرا أكرر ما قلته في بداية المقال بأنه على وهم كبير من يتصور أن التطبيع مع اسرائيل سيأتي بالخير والرفاه على العراق وشعبه بل بالعكس سيزداد العراق دمارا وفرقة وتمزقا لأن سياسة الكيان الصهيوني تقوم على ذلك! ، والمستفيد الوحيد من التطبيع هم حفنة السياسيين الفاسدين ومن حضروا مؤتمر (ديفان) من الأنتهازيين والمنافقين والمنتفعين ، وممن باعوا العراق أصلا ! ، والذين لديهم الأستعداد بأن يضعوا يدهم بيد الشيطان من أجل مصالحهم ومنافعهم الشخصية!!0 ولله الأمر من قبل ومن بعد0