23 ديسمبر، 2024 7:03 ص

مؤتمر باريس ، أهو مقدمة للتغيير …!

مؤتمر باريس ، أهو مقدمة للتغيير …!

يأتي إنعقاد مؤتمر باريس ليومي 28-29مايس 2016 للمعارضة العراقية تحت شعار( معا ً لإنقاذ العراق)، في خضم واقع عراقي مرهون بجملة أزمات وعقد سياسية خلافية ، ومظاهر فشل وفساد في إدارة شؤون الدولة ، وإنهيارات خدمية وأمنية،جعل المعارضة العراقية تجد فضاءا ً واسعا ً لنشاطها ليس في الداخل العراقي وحسب، وإنما على الصعيد الدولي . إنعقاد مؤتمر المعارضة في فرنسا لم يأت من رغبة المعارضين العراقيين باختلاف مشاربهم، وإنما تقف ورائه رعاية وحضور دولي امريكي – فرنسي وتمويل يحمل إناقة المال الخليجي، من هنا تترشح خطورة ماسيشهد العراق في المستقبل القريب من تحولات دراماتيكية في العملية السياسية .    

 لانبالغ حين نشير الى وقوع الخطر الفعلي والحقيقي للنظام السياسي الحالي في العراق،جراء نقل ملف مشروع المعارضة العراقية وتغيير النظام الى  المحافل الدولية، بعد ان ظلت الأتجاهات الدولية وبضغط امريكي، تعمل لصالح العراق لمدة 13سنة ماضية، وإذا عدنا لتعريف واقعي للنظام العراقي الراهن 2003- 2016، نجده صناعة امريكية قيصرية جاءت بعد احتلال عسكري عبرتركيبة حكم طائفية – عرقية ونظام محاصصة أنتج مظاهر فساد وفشل غير مسبوقة، وانهيارات أدت الى تفكيك الدولة وحلول سلطة مافيات وأحزاب لصوصية وجماعات مسلحة، ظواهر جعلت التغيير معادلاً وطنيا ً لبقاء العراق من جهة ، ويفتح جولة جديدة لتنفيذ أهداف امريكية مستجدة أزاء كل من ايران والسعودية وغيرهما، مع التذكير بأن امريكا وحدها من تملك التفوق في التغيير وفرض إرادتها على الجميع ، بالقوة طبعا ً.مؤتمر بحضور امريكي وحاضن أوربي ، واذ تم مشروع اسقاط نظام صدام عبرمحطتي ( لندن – واشنطن) ،كأني أرى المشروع الجديد يأتي بمحور (باريس – واشنطن ) ،

ولانجد غرابة ان يفتتح المؤتمر بحديث تفصيلي دقيق قدمه رئيس الحكومة الفرنسية السابق ” دومينيك دو فيلبان” عن واقع العراق الحالي ، وتتكرر الأسماء الامريكية الفاعلة في مشروع الأسقاط الأول، يعني الخط المتشدد للجمهوريين وهم السيناتور الجمهوري السابق ” ديفيد ولدن” والسيناتور الجمهوري السابق ايضا ً ” جيرالد ويلز” اضافة الى ” برادلي بلاكمان ” المستشار في إدارة الرئيس بوش . تمرير مشروع اطاحة  النظام الحالي، أيسر من أي وقت سابق في ظل الظروف الداخلية والخارجية المهيأة ،ومناخات الإهمال وغياب الإحتراف السياسي للطبقة الحاكمة مع خلو آفاقهم من رؤى للخروج من الأزمات بحلول وطنية مرضية للجميع، بل انشغال هذه الطبقة بالمنافع والسرقات والتصفيات والإحتراب الطائفي .السؤال الآن؛هل تستفيق الطبقة السياسية الحالية على رنين جرس الأنذار الأمريكي الفرنسي وتستيقظ من غفلتها وأهمالها.!؟ أنا شخصيا ً أشك في هذا.! ويبقى الأنتظار مشحون بسلسلة توقعات بما ستؤل اليه الأمور ، وماذا ستحمل لنا الأحداث مابعد “داعش”،ومايجري قبل أوبعد الانتخابات الامريكية،وماهو الموقف الايراني أزاء ذلك ..؟ لانملك سوى أن ننتظر لأننا أمة تنتظر مصيرها ولاتصنعه …!