18 ديسمبر، 2024 1:52 م

مؤتمر اليوم الواحد وحلم الغد المشرق

مؤتمر اليوم الواحد وحلم الغد المشرق

بعدما اكتمل حضور الوفود التي تقاطرت على بغداد خصوصاً الخليجية الذي يبدو عدم مشاركة البحرين وعمان وايضاً من غير حضور ملك السعودية او ولي العهد وايضا عدم حضور الرئيس التركي كما كان متوقع وانما ممثلين عنهم باستثناء الرئيس ماكرون الذي يعتبر الراعي الحقيقي للمؤتمر باعتباره واجهة تم التعويل عليها من قبل انكلترا وامريكا على اساس ان فرنسا فاعل رئيس للحركة الماسونية في العالم والرائدة في محاربة الاسلام بالرغم من محدودية علاقاتها الاستراتيجية مع العراق علاوة على عدم حضور الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الذي اناب عنه وزير الخارجية لتمثيل بلاده في المؤتمر الذي سوف يجلس مع الاضداد والغرماء ليتعاونوا على التكامل الاقتصادي في المنطقة ودعم العراق اقتصاديا في مشهد كأنه لمة حبايب جاءوا بما تجود بة عطاياهم من هدايا ومنح لتحقيق احلام شقيقهم العراق ليزخر بحلم الازدهار والغد المشرق

بينما اكد بيان وزرة الخارجية العراقية ان المؤتمر سوف لن يبحث مسائل خلافية واستبعد أن يكون على جدول الأعمال بحث القضايا الإقليمية وانما سوف يركز على التعاون والتكامل الاقتصادي بين العراق والدول الأخرى لكي يبعث برسائل امل إيجابية للمؤسسات المعنية بالتنمية الاقتصادية وجلب رأس المال حسب ما ورد في البيان، وايضاً ورد تصريح لرئيس الوزراء العراقي بأن العراق يتطلع إلى خروج المؤتمر بنتائج تقود إلى تكامل اقتصادي واجتماعي بين شعوب المنطقة بما ينسجم مع رؤية العراق في ضرورة إقامة أفضل العلاقات مع محيطه ومع دول العالم وبما يجعله جسرا للتواصل والتعاون بين جميع دول المنطقة، وكأن في يد رئيس الوزراء عصا موسى لجعل العراق جنة تتهافت علية الدول لاستنساخ رؤيته المستقبلية ونقل تجربة ابداعات الميليشيات الولائية في حماية ثرواته ..

بمعنى من المضحك ان يكون العراق بوضعه الحالي في ظل الهيمنة الايرانية قادراً على ان يصبح جسراً للتواصل بين دول المنطقة التي بينها وبين ايران الف علامة استفهام في الوقت الذي لم يظهر من بين قيادتها الجديدة المتشددة والمنبثقة من الحرس الثوري الايراني اي نوايا حسنة لمد جسور الثقة مع الاخرين بما فيهم رئيس وفد ايران وزير الخارجية الجديد حسين امير عبد اللهيان عضو فيلق القدس الذي عين في عام 1997 نائباً للسفير الايراني في بغداد والذي كان من ضمن مسؤولياته التنسق مع فيلق بدر في العراق بسبب صلاته التاريخية مع قياديي الفيلق .. وكذلك يعتبر مهندس الحرائق في البحرين بعدما عين سفيراً لبلادة عام 2007 والذي اطلق عليه لقب الدبلوماسي الارهابي بعد التفجيرات التي حصلت هناك في عام 2013، وايضاً معروف بتواصله مع حسن نصر الله الذي يلتقيه لعلاقات عمل مشبوهة كل بضعة اشهر .. مما يعني ان تعين احد عناصر فيلق القدس وزيراً للخارجية في حكومة ابراهيم رئيسي وحضوره المؤتمر في العراق ممثلاً عن ايران ليس الا رسالة لدول المنطقة بأن سياسة ايران الخارجية سوف تكون متطابقة لاهداف فيلق القدس في نشر الارهاب في كل مكان بالرغم من كلمته الناعمة التي تنضح منها التقية الايرانية المعروفة ..

مما يعني استحالة ان يحقق المؤتمر في يوم واحد مد جسور الثقة والانسجام بين دول الحضور التي ينام اغلب قادتها وعيونهم مفتوحة تحسباً من مخالب الذئب الذي يسعى منذ سنين لافتراس حلالهم، بينما يراد في غضون ساعات اقامة التكامل الاقتصادي في المنطقة ودعم العراق اقتصادياً والجميع يعلم ان تهافت الحضور ليس حباً بشعب العراق وانما العيون مفتوحة على ثرواته في الوقت الذي شدد الجميع في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على مكافحة الارهاب ودعم العراق اقتصاديا دون التطرق الى تفاصيل الخطوات العملية لتحقيق ذلك الدعم بأستثناء كلمة وزير الخارجية السعودي الذي اشار فيها الى المواقف العملية لدعم بلاده للعراق ومنها المنحة المالية التي قدمتها السعودية واستعدادها باقامة مشاريع تنموية ومنها الربط الكهربائي مع العراق، بالاضافة الى الكلمات الانشائية الاخرى التي لاتخلو من تملق ومجاملات القيت في قاعة خرافية ينعم فيها الجميع بالتبريد والكهرباء والشعب العراقي يعيش بؤس الاجواء الحارة وانقطاع الكهرباء وضنك العيش، وايضاً لا يمكن ان نبخس الشيء الايجابي في كلمات رؤساء الوفود الذين اكدوا على عروبة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية،

بأستثناء اقذر كلمة لرئيس وفد الكويت الذي اكد من بين طياتها انه جاء ليأخذ ولا يعطي، فضلا عن كلمة رئيس الوفد الايراني الذي ظهر صوت نشاز بين الحضور بالرغم من القاء كلمته باللغة العربية والتي اشار فيها الى حجم التبادل التجاري بين ايران والعراق الذي وصل في السنوات الاخيرة الى 300 مليار دولار والتي صححها فيما بعد الى 13 مليار بينما الذي قاله في البداية هو الحقيقة ولم يكن خطا بمعنى انه قال الرقم الصحيح بما نهبته ايران من اموال العراق، ولم يشير ماذا صدر العراق لايران، والمفارقة ايضاً انه شدد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق في الوقت الذي نصب نفسه ضمنياً ممثلاً عن سوريا في المؤتمر، اما وزير الخارجية التركي قال كلمة حق بقوله لا يجب ان يكون العراق ساحة للتنافس الاقتصادي بل للتعاون والشراكة بينما بلاده تحتل اجزاء من اراضي العراق، وايضاً لابد من الاشارة الى المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية العراقي بعد انتهاء المؤتمر الذي وصفه بالتاريخي لمجرد انه انعقد في العراق دون الاشارة الى فقرات البيان الختامي سوى قولة انه سوف يوزع باللغتين العربية والانكليزية .. لذلك ان ما يحصل في بغداد مجرد تظاهرة اعلامية تستنزف اموال العراق اكثر من ما هو مستنزف بصرف مبالغ مالية كبيرة لغرض التحضير والاستعداد لاستضافة زخم هائل من الوفود المشاركة لمجرد قراءة بيان ختامي يزخر بوعود كاذبة على الورق لدعم العراق الذي ينخر فية الفساد والمشاكل التي لا يمكن حلها في سنين وليس في مهزلة مؤتمر اليوم الواحد الذي انتهى باهم فقرة وهي تناول المسكوف العراقي الشهي.