قد لايختلف اثنان على أن مؤتمر المقاومة الإيرانية الذي عقد في باريس في التاسع من الشهر الحالي هو بمثابة العد التنازلي لسقوط نظام الملالي الحاكم في طهران، ليس ذلك فقط، بل إن من حضر فعاليات المؤتمر الحاشد الذي شارك فيه أكثر من مئة ألف شخص (وهذا عدد هائل وسابقة نادراً ما تشهدها المؤتمرات من هذا النوع) سيتأكد أن العالم اليوم ينتظر على أحر من الجمر لحظة تحرير الشعب الإيراني وشعوب المنطقة من قبضة الولي الفقيه الفاشي والمجيء بالبديل الديمقراطي الذي يمثل الشعب الإيراني بكل أطيافه وشرائحه تمثيلاً حقيقياً .
لقد ألقى العديد من الحضور ومعظمهم قادة وشخصيات حكومية تمثل 59 دولة، خطباً وكلمات جميعها تدعو المجتمع الدولي الى نصرة الشعب الإيراني ومساعدته على الإطاحة بنظام الملالي الذي حطم الرقم القياسي في الإعدامات وامتلأت سجونه بالمعارضين لسياساته القمعية الاستبدادية التي أعادت إيران الى القرون الوسطى، كما أكد المشاركون أن إنهاء هذه الحقبة السوداء من تاريخ إيران يعني أيضاً كسر شوكة الإرهاب في العالم، باعتبار أن هذا النظام المجرم هو الراعي الرسمي للإرهاب الداعشي وغير الداعشي، بدليل أنه كان أول من دعم تنظيم القاعدة منذ تأسيسه هذا التنظيم الإرهابي، فضلاً عن استمرار النظام الإيراني في سعيه لامتلاك القنبلة النووية التي يهدد بها جيرانه.
ومن أهم الكلمات التي ألقيت هي كلمة الأمير السعودي تركي الفيصل الذي تحدث عن كفاح الشعب الإيراني في عهد الشاه وصولاً الى الثورة التي أطاحت به ومجيء المقبور خميني من باريس ليسرق الثورة ويبني منظومته الإجرامية التي جعلت من المشنقة شعاراً لها وأعدمت مئات الآلاف من الإيرانيين الأحرار، كما زعزعت أمن واستقرار المنطقة وأغرقتها بالحروب والفتن.
وفي مشهد يحرك المشاعر ويهز الضمائر الحية، قاطعت الجماهير المتحمسة خطاب الأمير تركي الفيصل بالتصفيق والهتاف باللغة العربية (الشعب يريد إسقاط النظام) ، فأجاب الأمير مخاطباً الجماهير بحماسة ومحبة وتعاطف حقيقي (وأنا أيضاً أريد إسقاط النظام) ، معبراً بكلامه هذا عن الشعور بالمسؤولية تجاه معاناة الشعب الإيراني ومعاناة الدول العربية من نظام الولي الفقيه الذي بث سمومه في إيران ودول المنطقة .
إن الموقف البطولي للأمير تركي الفيصل في إعلانه عن رغبته في إسقاط نظام الملالي يجسد موقف الدول العربية وتضامنها مع الشعب الإيراني وإيمانها بأن الفرصة قد حانت اليوم لإسقاط هذا النظام المتهرئ في ظل وجود مقاومة وطنية إيرانية بقيادة السيدة العظيمة مريم رجوي وبوجود هذه النخبة الطيبة من مجاهدي خلق الذين قدموا دماءهم قرباناً لحرية الشعب الإيراني، فشكراً لسمو الأمير على هذا المبادرة التي عبرت عن موقف إنساني نبيل من المملكة العربية السعودية، وشكراً لكل من حضر الى باريس وشارك في مؤتمر المقاومة الإيرانية.