في الثاني عشر من الشهر الجاري سيعقد مؤتمر المانحين في الكويت لاعادة اعمار وتأهيل ما خربه ” داعش ” الارهابي والحرب ضده . الحكومة اعدت ملفاتها التي ستقدمها الى المؤتمرين والدولة المضيفة هي الاخرى انجزت استعداداتها وبذلت جهدا لتحقيق الاهداف والطموحات العراقية وهي ليست قليلة ، بل انها كبيرة وواسعة ولا تقتصر على المناطق المتضررة مباشرة من الارهاب، وانما تتعداها لتشمل مناطق البلاد الاخرى.
ان الامور اذا ما سارت مثلما هو مخطط لها فان الفائدة التي سيجنيها العراق ستكون عظيمة ، انها مشروع ” مارشال ” سيعوض جزءا لا يستهان به من الضرر الذي لحق بالبلد ويعوضه عن بعض تخلفه ، فالمشروعات التي اعدت ملفاتها تشمل صناعة النفط والغاز بكل تفرعاتها وقطاع الطرق والسكك الحديد والزراعة والصناعة والمستشفيات والسياحة والسكن وغيرها من القطاعات التي يعاني فيها من الازمات ، ويقدر حجم المبالغ المطلوب جمعها للاستثمار والمساعدات بـ 100 مليار دولار على مدى عشر سنوات ، وهو مبلغ ليس بالقليل لذلك ابدت الدول التي قد تكون من المانحة والمستثمرة خشيتها من الفساد المستشري في العراق وعدم تحقيق نجاحات ملموسة لغاية الان ، وبالتالي تشترط الدول المانحة ان تقوم شركاتها بتنفيذ المشاريع التي تقدم المساعدة والاستثمار فيها كي تضمن عدم تبديد رؤوس الاموال الموظفة ..
وهذا ما تؤشر له اعداد الشركات الكبيرة التي ستسهم في اعمال المؤتمر .من هنا نتمنى ان يكون الاعداد جيدا من قبل الجهات العراقية المعنية ومن الان عليها ان تعقد مؤتمرات في البلاد متخصصة بكل قطاع وبمشاركة القطاعين العام والخاص لتجميع امكاناتهما والاستعداد للمشاركة الفعالة في المؤتمر والاطلاع على الخطط مسبقا لتعظيم المنفعة الوطنية ومعرفة ما لهما وما عليهما .وان تغطي كل انحاء البلد من دون تمييز .
ولابد من القول ان العلاقة ينبغي ان تمتد بين الجهات العراقية والاجنبية الحاضرة الى المؤتمر من لا نشاركه في العمل الاقتصادي اليوم ربما في المستقبل تنفتح افاق جديدة للعمل معه ، فمن الاهداف التي نأخذها بالاعتبار بناء علاقات عمل وتعاون لا تقتصر على الظرف الراهن ، وانما للمستقبل الذي يبشر بالخير .
ان ما اطلعتنا عليه التصريحات من مشاريع مهمة ومؤثرة في تطوير الاقتصاد الوطني وتنميته وزيادة كفاءة ادائه ، واهم انها توفر فرص العمل للعاطلين وتنهي معاناة المواطنين وبعض الازمات التي يمرون بها .
ومسبقا نقدم شكرنا لكل من سيسهم في التخفيف عن بلادنا وشعبنا والذين جعلوا هذا المؤتمر ممكنا وخصوصا الجارة والشقيقة الكويت، والى الطاقات الوطنية التي خططت ورعت وتباحثت واتصلت بالقاصي والداني وتعاونت مع الاصدقاء في سبيل ان يكون مؤتمرا نوعيا ومثمرا وليس له مثيل في المنطقة .
ان الامال العريضة لا تنحصر لدى الجهات الرسمية العراقية ، وانما يراهن عليها المواطن من مختلف الفئات، فاين ما ذهبت وسالت يأتيك الجواب ان الخير آت والاسواق ستدور عجلتها مرة اخرى.