18 ديسمبر، 2024 10:57 م

مؤتمر المانحين في الكويت ..لن ينقذهم …من خطأ التاريخ ؟

مؤتمر المانحين في الكويت ..لن ينقذهم …من خطأ التاريخ ؟

اختارت الكويت الفترة من 12-14 من شهر فبراير موعدا لعقد مؤتمر المانحين للعراق ،لأعادة بناء ما خربته الحرب الداعشية في المناطق الغربية من الوطن الحبيب.
الكويتيون كما نعرفهم أذكياء في تثبيت حقوقهم من الاخرين ، لذا هم يختارون حتى التواريخ التي تزيد من اذلالهم للخصم الذي نازعهم ملكهم بالامس ،فكان الاختيار مصادفا ليوم تحرير الكويت من الغزو العراقي لها عام 90.
وسواءً قدمت الكويت او لم تقدم لهم الا ان الصفة الدعائية هي الغالبة على عقد المؤتمر،فلن يُقدم للعراقيين الذين باعوا الثوابت الوطنية للأخرين من حكومة العراق البائسة سوى القليل. وهاهي الصين تتبرع مقدما ب9 مليون دولار مقدما..يعني ان التبرعات لن تبني لهم جامعة او مستشفى على غرار مؤسسات العالم المتقدم الحديث.

2
لا ادري لماذا لم يسئلوا انفسهم سؤالا واحد هو:اما كان الاجدر بالذين سرقوا اموال العراقيين ان يتبرعوا بمثلها دون استجداء الأخرين؟ .
ها هو بهاء الاعرجي المصاب اليوم بلوثة الدماغ من جراء تفكيره في كيفية التخلص من عذاب الضمير ،الذي قال بعظمة لسانه في التلفزيون وانا سمعته بأذني : “اننا اضعنا 1000 مليار دولار في فترة حكم المالكي” ،اذن اما يستحون ان يهرولوا للكويت خلف المانحين.وقديما قيل : ان كنت لا تستحي فأفعل ما شئت؟.
ولتهرول الرئاسات العراقية الثلاث الفاشلة والمبذرة لاموال العراقيين بالرواتب والأمتيازات والمنافع الاجتماعية الخارجة عن القوانين وبالمستشارين الفضائيين ، خلف المانحين لتستجدي منهم اعمارَ ما خربوه في وطن العراقيين بأيديهم دون عذاب الضمير.
وسواءً سيعقد المؤتمرأو لم يعقد ، ومد ت الرئاسات ايديها تستجدي الاخرين ..فأن المؤتمر كان ايغالا في الأذلال ولن ينقذهم من ورطة المفلسين خطأ التاريخ ، ولن يبني لهم وطنا
3
مثل اوطان الأخرين،فالحمل لا يحملهُ الا اهله كما قال القادة الكبار من المخلصين.
كل شيء يهون على الانسان الا خيانة الوطن والتهاون في ثوابته الوطنية وهم نفذوا الأثنين معا دون وخز الضمير.ولا عذر لمن ادار ظهره للوطن..الطيور تهاجر من أقصى المعمورة لتعود لوطنها..لأنها تشعر غريبة وان شبعت..ثق حين تتهاون في الوطن لن تجدي تراب يحنُ عليك يوم موتك، لأنك ستشعر بالبرد حتى وانت ميت..
يا سلطان الوطن المقصر بحقه ستموت غدا ..لكن لعنة الاجيال ستبقى تلاحقك والوطن باقٍ رغم أنفك.كما لاحقت ابو رغال خائن مكة مع الأحباش في عام الفيل ولا زال قبره يرجم كل عام من قبل الحجيج..
ان المفهوم الحركي للتاريخ ليس واضحا في مناهجنا المدرسية ..لذا لم تخلق منا مخلصين للاوطان كما خلقت منهجية رجال الدول العظماء الآول ومنهجيتهم في الدفاع عن الأوطان..؟

4
فهل يعقل ان قادتنا الذين باعوا الوطن ..ونهبوا المال..وفرقوا بين الانسان والأنسان ….هم يستجدون الاخرين لبناء الوطن ..مستحيل لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
لكن العراقيين الشجعان الأبرار…لن يموتوا … وهم الذين سينتزعون الوطن ممن تهاونوا فيه… ليبنوه بأيديهم وأموالهم من جديد..لأنهم اقوى عوداً من كل أولئك الناكثين..لأن عيونهم مفتوحة …لا عشوة فيها ولا ظلام.