23 ديسمبر، 2024 4:14 م

مؤتمر المالکي لمکافحة الارهاب

مؤتمر المالکي لمکافحة الارهاب

يعتزم رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي الشروع بحربه واسعة النطاق لمکافحة الارهاب و يدشن ذلك بمؤتمر يعقد في بغداد يومي 11 و 12 آذار الجاري في بغداد، وکما تبدو من التصريحات و المواقف المعلنة لحد الان، فإن هذا المؤتمر يراد منه الحصول على بعد دولي لمکافحة الارهاب المستفحل في العراق.
حرب الانبار التي يخوضها المالکي حاليا و التي يريد التأکيد على أنها حرب على الارهاب، على الرغم من أنه ليس لحد هذه اللحظة تفهم و تقبل دولي او إقليمي لها بل وحتى ان البعض قد تجاوز موقف التحفظ الى موقف الرافض لها، ذلك أنها قد ساهمت و تساهم بالاضرار بالمدنيين العزل و تهجيرهم من مناطقهم، کما انها تخفي بين ثناياها أهدافا و غايات أخرى لاعلاقة لها بالارهاب، تماما کالعديد من مخططاته و مواجهاته و جبهاته المفتوحة ضد هذا الطرف او ذاك، حيث يتم التشکيك بها لأنها تقوم بإستخدام النفوذ الرسمي المخول للمالکي بموجب الدستور لأغراض أخرى بعيدة عن ماهو محدد طبقا للدستور.
مؤتمر بغداد، هو في الواقع جهد مبذول من أجل الحصول على غطاء دولي ليس لضرب القاعدة او داعش فقط، وانما أيضا لضرب أطرافا أخرى لاعلاقة لها بالارهاب، والهدف و الغاية النهائية المرتجاة هي دفع تلك الاطراف للرضوخ بخيارات المالکي و عدم مواجهته و الوقوف بوجهه، ويمکن قراءة هذا المؤتمر الدولي الذي تصرف عليه بطبيعة الحال أموالا طائلة، على أنه إبراز لعضلات المالکي بوجه خصومه من الشيعة و السنة و الاکراد و غيرهم، ويريد من خلاله الايحاء لأنصاره بانه في کامل قوته و عافيته وان العالم يقف الى صفه، وفي نفس الوقت إرسال رسالة تحذير لخصومه تنصحهم بالعزوف عن مواجهته وإلا تحملوا عاقبة الامور.
العديد من الدول المؤثرة التي ستحضر المؤتمر، لها إطلاع کامل على مجريات الامور و تفاصيل الاوضاع في العراق، ويعلمون طبيعة المعادلات السياسية القائمة و التحالفات القائمة و الاهداف و الغايات المبيتة لکل طرف، وان المالکي بحسب قراءات و مطالعات هذه الدول، محسوب على منطقة النفوذ الايراني في العراق، والتي يشار دائما الى دورها  المؤثر في إثارة و شيوع الاعمال الارهابية في العراق، خصوصا وان النظام الايراني يقوم من خلال سفارته في بغداد و ذراع قوة القدس في العراق و خلاياه الاخرى المبثوثة هنا و هناك، بإعداد و تجنيد الکثير من الشباب العراقي بدواع عقائدية ـ طائفية و يرسلهم الى سوريا للقتال الى جانب النظام السوري، بل وان نتائج التحقيقات الاخيرة بشأن التفجير الارهابي الذي وقع في المنامة، أثبتت أن الارهابيين الاربعة قد تلقوا تدريباتهم في جنوب لبنان و إيران و العراق، وان عقد مؤتمر لمکافحة الارهاب وفي هذا الوقت الحساس جدا، قد يکون أيضا من ضمن أهدافه الحصول على شهادة حسن سيرة و سلوك لحکومة المالکي، لکن هذه الحکومة المتورطة بأکثر من ملف و قضية و تحوم حولها الکثير من الشبهات، لن يکون بإمکانها أبدا أن تغطي على ماضيها المشبوه على أکثر من صعيد، وان هذا المؤتمر لن يکون سوى جهد مبذول من أجل إستهلاك إعلامي و دعم معنوي لأنصار حکومة المالکي المتداعية على بعضها!
[email protected]