19 ديسمبر، 2024 1:00 ص

مؤتمر القمة العربي المفقود !

مؤتمر القمة العربي المفقود !

< المؤتمرُ ليسَ مفقوداً فحسب , وإنّما لا أحدَ يبحثُ عنه , ولا مَن يريدُ إيجاده > .!

    لاريب أنْ لمْ تشهد الدول العربية وضعاً مزرياً من قبلْ كما تشهده اليوم , وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي من كلتا الناحيتين الأمنيّة والسياسية , وتكاد الظروف لا تتيح ايّة فرصةٍ موضوعيةٍ للقاءٍ او مؤتمرٍ يحضروه كافة الملوك والرؤساء العرب , ودون أن يرسلوا مندوبين عنهم ليمثّلهم في هكذا مؤتمرٍ افتراضي , وحتى ضمن دائرةٍ تلفزيونيةٍ مغلقة .!

هنالك ” على الأقل ” عوامل تجعل الوضع العربي في دائرة كوميديا التراجيديا او نحو ذلك , وبغضّ النظر عن اسبابٍ ذاتيةٍ – قطريةٍ تسبب القلاقل والإضطرابات في بعض الأقطار العربية , وبدعمٍ وتمويلٍ من دولٍ عربية اخرى , ولعلّ الخنجر رقم واحد في الجسد العربي هي دولة قَطر التي تحمل في طيّاتها كلّ التناقضات في ميدان العلاقات الدولية المتعارف عليها , فهذه الإمارة التي انشقّت عن الصف الخليجي والعربي , وتعمل بالضدّ وتقوّض كلّ ما أمرٍ عربي مشترك او قومي , ومن المفارقات أنّ قَطرهذه  تدعم الحركات الدينية المتطرفة في الوطن العربي , بينما تضع الولايات المتحدة تلك التنظيمات على رأس قائمة الأرهاب الدولي , ولا تتصرّف هذه الإمارة من دون ضوءٍ اخضرٍ امريكي .! , ولسنا هنا بصدد الإسترسال في التمويل المالي والتسليحي القطري لحركة الأخوان المسلمين الأرهابية سواءً في سيناء – مصر او داعش في العراق وسواه .

في تصوّراتٍ ذهنيةٍ ما بأفتراض او بأمكانية عقد مؤتمر قمة عربي ولو من الناحية البروتوكولية , فَمَنْ يمثّل ليبيا .؟ هل المشير الركن خليفة حفتر – قائد الجيش الوطني الليبي او السيد فائز السراج رئيس حركة الوفاق الليبي , او كليهما .!؟

ومن دون تمييزٍ بين دولةٍ عربيةٍ واخرى , فلا شكّ أنّ وضع سوريا هو الأكثر سخونةً سياسيةً وحرارة , والتي تتمتّعُ ” سلباً ” بالتدخلات العربية والأقليمية والدولية على مختلف اشكالها وأجناسها وحتى اعراقها !

, كيف يمكن ” مثلاً ” دعوة الرئيس بشار الأسد لحضور مؤتمرٍ عربيٍ مفترض

 , بينما عضوية سوريا ما برحت معلّقة في الجامعة العربية .! , بينما في جانبٍ آخرٍ من التراجيديا – الساخرة  فإنّ العرب قد أدمنت على إناطة الأمانة العامة للجامعة العربية ” وفق ميثاق الجامعة العتيق والمعتّق ” الى مصر , وبحيث ليس بمقدور الأمين العام للجامعة الخروج عن السياسة الخارجية للدولة المصرية إلاّ بمسافة طولها قيد أنملة وفي الإعلام فقط , ومهما بلغت درجة الحالة العاطفية مع اسرائيل في ميدان التطبيع والتمييع – الفظيع .! , والحالةُ لا تقتصر على مصر او العلاقات المتوترة بين الأردن وتل ابيب بالرغم من وجود معاهدةٍ بينهما وسفارات , لكنّ بعضَ دولٍ عربيةٍ تمتلك علائقاً وثقى مع اسرائيل من دون ايّ علاقاتٍ او تمثيلٍ دبلوماسيٍ .!

وبأستثناء العراق وسوريا وحزب الله في لبنان , فمعظم الدول العربية في حالة مواجهة غير مباشرة مع ايران وتأثيراتها وتحركاتها ونفوذها في اجزاءٍ حسّاسة من المنطقة العربية وبعض دول افريقيا , وهذه المواجهة مستمرة ولها انعكاساتها .!

الخلاصة الخالصة و المستخلصة من هذا الحديث , ومع متطلبات عصر السرعة ومستلزمات الإختزال , وبعيداً ايضاً عن عالم الخيال ” المطلوب كورونياً ” , فعن الوضع العربي ومؤتمر قمة عربي ” حتى لو مُصغّر ” , فأتذكّر أنْ كتبتُ قبل بضعِ سنوات أنّ على اسرائيل أن تمنح جيشها إجازةً مفتوحةً , فلا من خطرٍ يهدد الأمن القومي الأسرائيلي من ايّ جيشٍ عربي .!