أنتهت الحكاية أو أوشكت على النهاية، حكام عملاء خلفهم الاستعمار وشعوب عربية مقهورة ميتة الإرادة،
بدأ الصهاينة بإغتصاب فلسطين بعد إن مهد لهم الاستعمار البريطاني والفرنسي كل الطرق والسبل وحال بينهم وبين مقاومة العرب الخجولة، تحت قيادة العملاء والإنذال،
لم يعهد تأريخ من تواريخ الأمم الغابرة والحاضرة،
ولم تذكر قصة من القصص المقدسة والفاجرة،
إن قضية حق مقدس أُغتصب على يد أهله قبل أعدائه، وتم ذبحه وريداً وريداً، ورويداً رويداً،
بسكاكين الأعداء واهله العملاء كما هي قصة الحق العربي الفلسطيني،
لقد سمعنا وقرأنا وربما شاهدنا إن الشعوب الحرة الأبية تجرّعت المرار وشرِبت الدماء، وكحلت أعينها بمياسم الجمر في سبيل إن لا تضيع حقوقها المقدسة،
لقد صبوا على رؤوسهم النار والحديد ولم يستسلموا، و هدموا بيوتهم ومنازلهم فهاموا إلى الكهوف والمغارات، والغابات ولم يستسلموا،
حاصروهم بأطواق الجوع والعري والحرمان، فلبسوا جلود الحيوانات وأكلوا ورق الشجر ولم يستسلموا، وعضوا على النواجذ في جهدهم وجهادهم حتى أستنقذوا حقوقهم من يد أعدائهم بعزة وشموخ، فكتب التأريخ على غررهم أنهم من الشعوب الحرة التي تأبى الضيم ولاتهنأ بنوم الجبناء الاذلاء،
وهل رأيت عيناك أو سمعت أذناك؟
إن عدد من الدول تعدى العشرون دولة ومساحةً بمساحة الوطن العربي وشعوب ذات لغة واحدة وتأريخ واحد ومصير واحد ترامى عدد سكانها إلى مئات الملايين، لم يتمكنوا من دحر شراذمة الأرض وشذاذ الآفاق وقد أصروا إن ينفذوا طعنتهم في قلب أمة العرب.
وهل رأت عيناك أو سمعت أذناك؟
بمقدرات كمقدرات بعض شعوبنا العربية التي تملك اغلى وأقوى سلاح وهو النفط الذي تزامن ظهوره مع ظهور الصهاينة وكان بإمكانهم وئد الصهوينة في مهدها لو أرادوا ولكن لم يفعلوا بين العمالة والجبن وموت الإرادة،
وهل رأيت عيناك أو سمعت أذناك؟
إن دول شقيقة اعترف بعضها بعدوها الغاصب لإراضيها، كما أعترفت بعض الدول العربية الشقيقة بهذا الكيان الغاصب للقدس ورفرف راياته فوق عواصمها قبل إن تعترف الدول الأجنبية البعيدة.
وهل رأيت عيناك أو سمعت أذناك؟
إن تشتتً أصاب أخوة كما أصاب أخوة العرب الذين اتفقوا على أن لايتفقوا على قضيتهم المصيرية، فهناك من يجر إلى الطول وهناك من يجر إلى العرض بإشارات وتلميحات من أسيادهم الأوغاد في سبيل إن لا تتحد الهمهم وتتوحد الكلمة من أجل حقهم المغصوب.
لقد جاء اليوم الأخير الذي سبقته أيام من الانتكاسات والاستسلامات والخضوع والخنوع من القادة العملاء والشعوب التي طاب لها النوم الهانئ على وسائد الضيم والذل ولعنات التأريخ المبكرة، ليقدموا آخر ماتبقى من الحق المقدس عن يد وهم صاغرون،
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.