تبدو صورة الحزب الأكثر في رصيد الشهداء ومقارعة نظام البعث في العراق ، تبدو صورة حزب الدعوة وهو يتجه الى عقد مؤتمره القادم ، كصورة الضحية المذبوحة بسكين المالكي ، فكل الأجواء المتوترة التي سوقها المالكي و من يتفق معه تنتهي الى نتيجة مفادها انشقاق جديد قد يكون الأخطر في مسيرة الدعوة .
مصادر من شورى الدعوة سربت معلومات في ان المؤتمر يتحكم به خط واحد هو خط المالكي ، من نواحي الإعداد والحضور والمحاور والانتخابات ، وان تراخي الطرف الآخر وتركه لمحور المالكي يتصرف كيف ما شاء هو لتعزيز تسجيل النقاط المهمة قبل الافتراق ما بعد المؤتمر .
الشيخ عبد الحليم الزهيري ، أحد القيادات التاريخية الذي ينظر له دعاة من الفريقين انه بيضة القبان يبدو محبطا مما وصلت اليه الأمور ، فاللجنة التحضيرية التي يسيطر عليها خط المالكي تتصرف ” بمحورية ” واضحة في دعوة الدعاة للمؤتمر ، إستبعاد اكثر من أربعين من دعاة الخارج ، وخمسين من دعاة الداخل ، وتصعيد بصلاحيات الاستثناء تسعة عشر عضوا اغلبهم من الدعاة الجدد الذين جاء بهم المالكي ايضا ، و تكريس مبدأ الموالاة له يمثل توجها مخيفا في نظر الكثير من الدعاة سيؤدي الى تلاشي صورة الدعوة الحقيقية في نظرة الكثيرين اليها .
المعتدلون من الدعاة سيتجهون في نهاية المطاف الى إصدار بيان للأمة يعلنون فيه برائتهم من خطوات المالكي التي تريد نسف البيت الدعوتي وجعله حائط صد يتموضع به امام هجمات الآخرين ، في حين وجد دعاة المالكي أنفسهم امام مواجهة لإخوانهم ممن لم يكونوا على وفاق معهم ، ولعل الكثير منهم لم تعجبه هذه الطريقة ، لكنهم يعملون نتيجة ضغوط تمارس عليهم .
أما نغمة القيادة الشابة فلا اصل لها ولا فصل وهي رغبة لن تتحقق في ظل طموحات غير مشروعة للمالكي ، فيما يرى القيادي علي الاديب ان خط المالكي ارهق الحزب بمشاكله الداخلية والخارجية والأفضل له التجمع تحت لافتة دولة القانون وترك الحزب .
في ظل هكذا وضع متوتر سيذهب الدعاة لحضور مشهد الانشقاق الأخير للدعوة ، ولحضور مسرحية لم يتقن أدوارها المالكي ورهطه ، وبذلك سيدقون المسمار الأخير في نعش الدعوة وهم يعلمون !!