18 ديسمبر، 2024 10:55 م

مؤتمر أربيل للتطبيع : مكيدة ونشاط صهيوني على أراضٍ عراقية !

مؤتمر أربيل للتطبيع : مكيدة ونشاط صهيوني على أراضٍ عراقية !

على إيقاع داعش في سيطرتها على أجزاء من اراضي العراق بغفلة من القوات العراقية المتجحفلة فيها والتي قدرت بالآلاف من الجنود كما زعم عدد من القيادات العسكرية في الجدل الذي اعقب ذلك في كل مدن العراق ,
تكرر في يوم الجمعة المصادف الرابع والعشرون من ايلول 2021 مشهد طعن العراقيين بالظهر بخنجر العملاء وبالطريقة نفسها ولكن بسيناريو جديد هذه المرة متمثلآ بمؤتمر اربيل ليعطي درسآ بليغآ في درجة اخفاق السياسة المتنوعة التي اتبعتها الحكومات التي اعقبت تلك المأساة وخاصة حكومة الكاظمي في نهجها المتوازن والمعتدل مع العالم ومع الذين راحوا يوغلون في إيذاء العراق وشعبه في شتى المجالات وحرصها على قطع الطريق امام التفرقة والحرب الطائفية .
ويبدو ان القوى المضادة لم تحترم هذا النهج ولم تعتبر من إخفاقها في تحقيق التقسيم ودفع العراق ليصبح قاب قوسين او ادنى من عملية التطبيع مع العدو الغاصب , ولم يردعها من القيام بأزمة اخرى تتآزر بها عناصر من المرتدين والمتعسفين أنفسهم الذين آزروا داعش بالكذب والخداع , وكانت أزمة عقد اجتماع تآمري في اربيل برعاية أمريكية من خلال مايسمى بـ” مركز إتصالات السلام ” وربما بمشاركة حكومات أخرى تافهة وسماسرة وسياسيين شتاة وأنصار للحركة الصهيونية في خضم الإنتخابات التشرينية وسعي العراق ليتصدر الواجهة الدولية والأقليمية بحلة سياسية جديدة , لأن ذلك يعد مرفوضآ لديهم.
ومهما قيل ان البيان الختامي للمؤتمر قد أنقلب , وهذا زعم البعض من اطرافه المشاركة , لا يستبعد كونه مكيدة صهيونية لبعض المشاركين فيه لتحقق بها اهدافآ بتناص واضح من مأساة سيطرة داعش عام 2014 على أجزاء من شمال العراق , ولتكون معادلآ موضوعيآ لتلك الفئة من الكورد الذين لوحوا بالأعلام الصهيونية في استفتاء 27 ايلول 2017 وصنعت الفضيحة التي صرعت السياسيين الكورد وأوثقت أستفتاءهم .
هذه المكيدة جعلوها الصهاينة ” دقة بدقة ” وبالعراقي معناها ” دگه بدگه ” وهي عبارة شهدتها صغيرآ عند اليهود بالبصرة حينما يفعلون المقالب فيما بينهم وبين الناس , وقد قدمتها الصهيونية هدية للكورد قبيل الإحتفال بمناسبة ذكرى الإستفتاء المدحور على حساب سمعة الشعب العراقي لكي لايقولوا عن الكورد أنهم وحدهم الذين رفعوا الأعلام الصهيونية , بل ان العراقيين زادوا عليهم بالتطبيع لتتعادل الكفة .
ولكن هذا لايعني ان اهل الدار في اربيل الذين صحبوا البغال زمنآ طويلآ لم يتعلموا من جيرانهم اهل الجمال أن الفاضل لايُحترم حتى يندد بالناقص , وعليهم أن يدركوا ذلك ليكرهوا هذه المكيدة ويأتوا بحسن الأسف والإعتذار او التنديد للحكومة والشعب العراقي ليبرهنوا أنهم فضلاء , إلا أنهم تنصلوا وتبرأوا من المسؤولية ووضعوا الصدق والكذب في منزلة واحدة من دون إلقاء اللوم على أحد .
وهذا يعني : أولآ , أن المكيدة نشاط صهيوني على أراضي عراقية من دون علم الحكومة فأجبرتهم على التنصل من مسؤوليتها وإنكارها . ثانيآ , ان المكيدة تناص واضح من مأساة 2014 , وكان ملزمآ على أهل الدار بأن لايخرجوا عن إطاره لذلك إستحسنوا تطبيقه صاغرين . ثالثآ , إن طريقة صب الألفاظ في جدل التنصل من مأساة 2014 هي نفسها الطريقة التي تنصلوا بها من مسؤولية إجتماع اربيل ومن ولائهم للعراق , ولم يجدوا غيرها أشد إحكامآ منها .
وفي الختام , سيظل ذهن الكتّاب والمحللين متعلقآ بإجتماع أربيل مثلما تعلّق بمأساة 2014 وبرواية المتنصلين التي تدعوا الى السخرية زمنآ طويلآ ,
أما الحكومة العراقية فما عليها إلا ان تضع النقاط على الحروف وتطلق العنان الى بيان شامل عن حيثيات الإجتماع ليكون وثيقة تأريخية للأجيال , ومن ثم التحقيق بالأمر لبيان من هو شاذ الأفق والكاذب والمخدوع والضالع والمتعاون والراعي الأصيل لهذا الأجتماع , لينالوا جزائهم العادل لكي لا يتطابق المؤتمربالتناص تمامآ مع مأساة 2014 في فقرة العقوبات الجزائية , إذ لم يعاقب في تلك المأساة أي متسبب ,
ولكي لاتنتقل جينية التطبيع والعمالة والصهيونية والشذوذ من اصلاب المدانين الى انجالهم فيما بعد كما انتقلت بطفرة وراثية الى انجال ملوك وحكام كانوا في صف القضية الفلسطينية لعقود طويلة , ليتفقه العالم ان العراقيين عربآ أقحاح يرون في اجتماع الرشيد مع الساقط ليست رياسة على القوم والحق أحقُّ أن يُتبع.