22 ديسمبر، 2024 9:50 ص

خمسة عقود ابحث عني في وطن آخر فلم اجدني, كل المحطات قالت “مر ما تبحث عنه فيك” اخر المحطات كانت بغداد وكغيرها قالت “مر في الدار من استأجرها” ثم اطبقت الباب في وجهي, حينها تذكرت اني محكوماً في مؤبد الأغتراب يوم رمتني المراسيم الجمهورية خارج الأسوار فأكمل مؤبدي افتاء مؤجلي اموات الأخرة.كذب الذي اقنعني, ان مؤبد اغترابي لم يعد ساري المفعول, حرس الحدود هجين افتاء ومراسيم قديمة, فتشوا حقائب الذاكرة فوجدوا صورة لبغداد معلقة على جدار اضلاعي, “عد الى مؤبدك فأنت علماني تنتمي الى الحياة وفي قلبك رائحة وطن ولا مكان لك بين مجاهدي اموات الآخرة” ثم رموني خارج الأسوار اواصل مؤبدي, حكمة تعلمتها متأخراً “من يحب وطناً يعيش مغترباً” وانا المنتمي الى اجيال يعشقون الأوطان حد الأغتراب ولا خيار لنا الا ان نتقبل مؤبدنا ووطن في الذاكرة.الوطن للأحياء وللأموات الآخرة ـــ لن نتحايل على رب العالمين عندما نسأل: من الأحق في وطنه وجناتك, شاب من الحشد الشعبي استشهد او لا زال ينتظر دفاعاً عن وطن له فيه اهل وتاريج وتراث اجداد ام آخر تبرعنا له داخل مجلس التراث الأسلامي في برلين ثمن تذكرة ليعود بها الى حيث اتى, كان هذا قبل عام 2003 بقليل ..؟؟.بعد 2003 مباشرة تضخمت ثروات سماحته فأمتلك في محافظات الجنوب والوسط ساحات وشوارع ومنتزهات (لعزيز العراق!!!) واكثر منها (لشهيد المحراب!!!) وكأن شهداء العراق لا محراب لهم, وعدد من الفضائيات وشركات الأستيراد والتصدير واسهم في المشاريع الحكومية وشركة طيران وامارة في جادرية بغداد تمددت على ضفافي دجلة حتى آخر بستان ومنتزه على اطرافها, متى حرث وزرع وحصد واستملك كل هذا المنقول وغير المنقول ان لم (يكن.. ؟؟).احزاب الأسلام السياسي في العراق كانوا قبل عام 2003 في وضع اقرب الى التسول ــ ولا عيب في ذلك ــ العيب كيف وبقدرة قادر اصبحت رموزها لا تقل ثراء عن نموذجها صبي الحوزة, واحزابها الأكثر ثراء في العالم, ما الذي قدموه غير اجترار الكسل ونزهة السفر الى الحج والعمرة مع كامل امتعتهم ومتعتهم وصفقات في الظل, لا يستطيعون عمل شيء غير نفاق التصريحات, حتى ارتداء الحذاء يُكلف بها مواطن عراقي وفي حالة اذلال واستحقار, يؤدي وظيفته مع مهانة تقبيل الأيدي والأرجل احيانا, ايصح هذا لمجرد الأدعاء ان والديه امام وعلوية, اذن ما بال الأبوين (الجليلين!!)

لا يلدا الا (الحرامية)..؟؟.بعض الكتاب ممن (نصفهم مثقف ونصفهم الآخر موظف) يتهمون زملاء لهم بمعادات الشيعة خدمة للبعث والعمالة للسعودية!!! (1) وينكرون على بنات وابناء الجنوب والوسط حقهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة كي لا تخدش ديمقراطية اللصوص, يشرفنا ان اهلنا في الجنوب والوسط يقلدون ويقتدون ويحبون رجل العلم والمعرفة والحكمة والعدل والأيثار الأمام علي (ع) ويكونون له شيعة وابناء, كان خليفة للأسلام وتحت تصرفه بيت مال الأمة, عاش فلاحاً وعاشت عائلته على عرق جبينه, فأين الثرى من الثريا, ما كان يملك القاباً “الرشيدة والعظماء والسماحات وادام ظلهم وقدس سرهم وحجة الأسلام والمسلمين” والقائمة تطول, كما يملكها سماحات الوسطاء, ماذا يريد منا موظفي الثقافة ان نقول بحق تلك الكيانات التي تسببت بنكبة العراق بعد ان سرقت منا حتى قدسية حزننا الكربلائي.انا المواطن العراقي حفيد اجدادي, ولدت على هذه الأرض منذ اكثر من سبعة الاف عام, اجدادي منحوها الحياة واوجدوا فيها الثقافات والحضارات والأكتشافات والأديان والمقدسات لتكون لنا, النهرين وغابات النخيل والأهوار والجبال وكل ما فوقها وتحتها لنا, لعن الله امريكا واحتلالها ودستورها وديمقراطيتها, في غفلة منا اهدوا عراقنا لأموات مؤجلة تسكن عقولها وعواطفها واحاسيسها اعتقاداً كان ام نفاقاً خارج الحياة وتركت لنا مؤبد الأغتراب.اموات مؤجلة تعتنق نصاً يشرعن لهم افتراس السلطة والجاه والثروات واجساد النساء في وطن ليس اكثر من محطة عبور الى ما ينتظرهم ويفيض على وهم ساديتهم, لا يمنعهم رادع اخلاقي او سماوي او اجتماعي من ان يجزؤوه ويتحاصصوه وفتحوا المزادات لعرض تراثه وتسويق ذاكرة شعبه,

لا غرابة بما يفعلوه في الجنوب والوسط بشكل خاص, انهم الوجه الآخر لعملة الدواعش وفي شرايين جميعهم يجري الدم الزيتوني: الوطن عملة لا تزور ولا تهرب ولا تتراجع قيمتها سواء استولى عليها بعثيون وقوميون حاولوا مسخه قطراً من امة مفتعلة او استأثر فيها اسلاميون ميتوا الضمائر والقيم والمشاعر والأحاسيس مؤجلوا الرحيل الى خلود الأخرة, يرون الوطن محطة لا تستحق الأنتماء والولاء سوى المتعة الشخصية والعائلية والحزبية العاجلة حتى يرحلون كما رحل قبلهم القوميون عبر حفر حقرهم الله فيها في الدنيا قبل الآخرة.وطني سيبقى لي سواء ان كنت مشرداً فيه او خارج اسواره مؤبد الأغتراب, وليذهب الذين سرقوه وباعوا قيمه وسيادته وحاضر ومستقبل اجياله الى جهنم الأخرة, فالرب لا يقبل من خذلوا وخانوا اوطانهم وسرقوا ثروات اهلهم ضيفاً على جناته وسيبقون في قبورهم اطلال ديدان مغادرة والعراق سينهض حياً من جديد.08 / 06 / 2016   (1) والسعودية تحاول كسب بعض الكتاب الشيعة وكسبهم بالمال من أجل تشويه صورة السياسيين الشيعة لأن تأثيرهم على الشيعة أكثر مما لو يصدر هذا الهجوم من كتاب سنة، إذ لا أحد يتهمهم بدوافع طائفية: