مرة أخرى تخرج الجرذان من حواضنها التي لا تستطيع ان تعتاش الا من خلال رائحتها النتنة ومكانها الممتلئ بما يفيض من دناءة الأشياء ، حتى باتت مواضعها عصية على من لا تتناغم مع ايقاعها الذي ينساب اليه المتشردون والمفسدون الذين يختانون انفسهم ، والله لا يحب من كان خوانا اثيما .
كوكبة من الجيش العراقي ودعوا دنياهم على اعتاب العام الميلادي الجديد ، على يد ثلة من العابثين بأمن العراق ، وبغض النظر عما حصل لهؤلاء الشهداء من عملية غدر دبرت لهم سواء من الخارجين عن القانون ، او ممن يدعون بانهم ” دولة القانون ” فقد اصبحنا على يقين ان الذي يخطط ويقتل ويستبيح دماء العراقيين بهذه القدرة من التخطيط والتنظيم ، لا يمكن ان يكون بدائياً او من عامة الناس ،لان الذي جرى هو سيناريو معد له سلفاً ، حتى غرر بقائد الفرقة ومن معه بان فريستهم جاهزة وكل شيء ضمن متناول اليد ، وان وجودهم في ساعة الصفر ، هو مجرد للاحتفال بنشوة النصر ، ليس الا .
ربما يستغرب البعض مما أقول ، ولكن الحقيقة التي يشاطرنا فيها ممن لديهم نظرة عميقة من الاستنباط والتحليل ، ان ما حصل لهذه النخبة من إخواننا واشقائنا الذين اهدرت دماؤهم الزكية ، ماهي الا رسالة يجب التوقف عندها بأن القادم ينذر بالسوء ، لقد تحقق للحكومة مرادها بعد ان قدمت هؤلاء الشهداء قربانا ، كي ينعموا بالتجديد للولاية القادمة ، وينفذوا الأوامر التي صدرت لهم من السيد الرئيس ” سليماني ” بضرورة القيام بعمل عسكري في صحراء الانبار ، من اجل انقاذ وتقديم الدعم اللوجستي لنظام الأسد الذي جرد من أسلحته الكيماوية ، إضافة الى دعم عملاء المالكي أمثال ( الهايس والحردان ) ومن سار معهم في طريق الرذيلة .
يبدو ان السيد المالكي يريد الاحتفال مع المعتصمين في الذكرى السنوية لحراكهم الشعبي بطريقة ” الكاوبوي ” وبدلا من تلبية مطالبهم المشروعة ، ذهب الى لغة التهديد والوعيد التي لازمته طوال الفترة التي انطلقت فيها حناجر المعتصمين ، الذين طالبوه تكرارا ومرارا بإيجاد لغة تفاهم مشتركة تحقن دماء المسلمين وتسترد حقوق المغتصبين ، لينعم الجميع بالخير والأمان والحرية ، لكن جبروت السلطة حالت دون تحقيق ذلك ، فلم يستمع ” أبو حمودي ” الى لغة العقل والحكمة والمنطق التي خرجت من قلب ولسان رجل الدين والاعتدال ، سماحة الشيخ الجليل عبد الملك السعدي ، الذي دعاه في اكثر من رسالة بضرورة وأد الفتنة التي يحاول الأشرار اشعال فتيلها التي ستحرق الأخضر واليابس في ارض السواد ، لكن ” دولته ” لم يذعن لصوت الحق ، فصم أذنيه واعصب عينيه ، واستمع الى صوت الدجل والنفاق التي ملأت سريرته وانعشت قريرته ، بالحقد والهوان .
الا تبت اعين الجبناء الذين يعشعش الوسواس في اذهانهم ، فتسود وجوههم وتتحجر قلوبهم ، فتطرب شياطينهم الذين يقودونهم يوم الحشر ، فيصلون بِجيدٍ من مسد.