دائما ما يتم ترديد جملة (( التعميم على الشعب لا يجوز)) لكن بعض الشعوب هي من تساعد على نفسها وتجبرك على العميم ومن هذه الشعوب : العربية والأفريقية واللاتينية وبعض الشعوب الآسيوية .. وفي العلوم السياسية لأسباب أخلاقية وأكاديمية يتجنبون قضية الفوارق التكوينية للشعوب وعدم قابليتها على التطور على سبيل المثال : توجد شعوب مضى على تاريخ وجودها آلاف السنين ومعها هذا ظلت تراوح في مكانها المتخلف كالشعوب الأفريقية واللاتينية ، يضاف لها الشعوب العربية التي بإستثناء قوة البطش العسكري وجرائم الغزوات لم تكن تمتلك مقومات الدول الحضارية الحقيقية ، فهذه الشعوب لاتنسجم مع التفكير العقلاني العملي وتفتقر لروح العمل الجماعي والإنتماء الوطني الحقيقي ، وأسباب المشكلة ليس لها علاقة بالتعليم والثقافة والخبرة السياسية ، وانما بالتكوين البيولوجي القاصر!
المأساة الحالية للعراق تلخصها : مشكلة الإعاقة العقلية للعراقيين ، وشلل الإرادة السياسية للتغيير ، لاتوجد أفكار وطنية واقعية تستوعب الواقع السياسي الكارثي ، والشعب واقف يتفرج على نهب ثرواته وتدمير بلده وذبحه وهو لايتحرك لأنه فاقد إرادة التغيير ، شعب ممزق ومشتت طائفيا وإذا إستبعدنا الكورد من مكونات الشعب العراقي ، فإن عرب العراق داسوا على مصلحتهم الجماعية في إستقرار وبناء البلد ، و دخلوا في صراعات وحروب من أجل السلطة ، وكل من السنة والشيعة إرتكبوا جريمة الخيانة الوطنية العظمى حينما إستضاف قسم من السنة عناصر القاعدة وإشتركوا معهم في قتل أبناء شعبهم ، وكذلك حينما سمح قسم من الشيعة لإيران بإحتلال العراق ونهب ثرواته وقتل أبناء شعبهم !
والتظاهرات التي خرجت في قسم من المدن العراقية رغم نبل أهدافها وكوكبة الشهداء الشرفاء الذين إغتالتهم يد الغد الميليشياوية .. فإن هذه التظاهرات ظلت محصورة في دائرة الإحتجاجات والهتافات ، وتقديم الضحايا البشرية بالمجان ، وهي دليل على فقر العقل السياسي العراقي وغياب الحلول العملية وغياب إرادة التغيير الجماعية !
الشعب العراقي يعاني من تركيبة نظامه العقلي البدائي المغلوط الذي يفكر ضد مصالحه ، ولايعرف معنى أهمية النشاط الجماعي ، وقدسية الإنتماء الوطني ، والفرق بين العقلانية و البدائية هي في مدى إدراك مصالح الفرد والجماعة ، العراقيون على الصعيد السياسي منطق تفكيرهم يسير ضدهم ، وهم أعداء لأنفسهم ويمارسون جرائم التدمير الذاتي بفكر وسلوك عدمي لا يشعر بالمسؤولية ، وكل شيء لديه بالمقلوب ، العراقيون بدل من بناء وطنهم قسم منهم ضحكت عليهم مخابرات الإتحاد السوفيتي السابق وزرعت بينهم الحزب الشيوعي الذي كان مهمته تعطيل عمل الدولة والتآمر عليها ، ثم حمل السلاح ضدها وإرتكاب جرائم قتل الجنود ، ثم إستورد بعض العراقيين الأفكار القومية العروبية العنصرية وتحكمت بهم مصر وسوريا ورفعوا راية العداء لدول العالم ونفذوا سلسلة من الانقلابات العسكرية ، وبعدها سقط قسم من العراقيين في مستنقع الإسلام السياسي وأسسوا تنظيمات دينية إرهابية تدعو علنا الى خيانة الدولة وتبيح العمالة لإيران !
ماذا عن مستقبل العراق ؟
خسر العراق المستقبل منذ إنقلاب 14 تموز 1958 وتعايش مع الخراب والإنقلابات والقتل الجماعي ، فما هو الجديد في مأساة اليوم غير انها إستمرار لخراب الأمس ، وسيظل العراق يتآكل من الداخل ومادام فيه ثروات نفطية ستنشط المزيد من عصابات الأحزاب للسرقة ، و ستحاول إيران فرض المزيد من الإحتلال ونهب ثروات العراقيين ، شعب مشتت من الموصل والرمادي الى كربلاء والنجف وبغداد والعمارة والبصرة ( ميت وطنياً ) لايدافع عن حقوقه ومصالحه ووطنه .. كيف سيكون شكل مستقبله .. مؤكد سيلتحق العراق بدول الخراب: سوريا ولبنان وليبيا والجزائر والصومال … ولاعزاء للشعوب الميتة !