18 ديسمبر، 2024 10:49 م

مأساة فعلا .. الشعب العراقي مفلس سياسياً بلا خيارات

مأساة فعلا .. الشعب العراقي مفلس سياسياً بلا خيارات

انها مأساة حقيقية عندما وصلت حالة التدهور والإنهيار ان يصبح الشعب العراقي بأكمله مفلس سياسيا من دون وجود خيارات وطنية فعالة لديه .. الشعب عاجز تماما ليس لديه نخب سياسية وطنية شريفة تقوده وهو شعب يتيم بلا قيادات ، وقد تمت إستباحته بسهولة من قبل عصابات الأحزاب ، الإفلاس السياسي ظهر في حالة اليأس لدى الجماهير بحيث أصبح أملها الوحيد فقط في الإنتخابات القادمة وهو أمل وهمي محكوم عليه بالموت في ظل وجود عصابات الأحزاب وميليشياتها المسلحة ومن خلفها إيران ، ويبدو واضحا إستسلام الشعب امام جبروت سلاح الميليشيات وفساد الساسة ومن معهم .

فالإنتخابات ليست خيارا يلبي طموحات الشعب في التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد والميليشيات والإحتلال الإيراني .. ومؤكد ستكون الإنتخابات مزورة وسوف تتقاسم التزوير عصابات الأحزاب فيما بينها مثلما جرت العادة في الإنتخابات الماضية ، ومادامت أموال الدولة من ثروات النفط وغيرها سائبة بدون حماية فإن هذه العصابات التي تطلق على نفسها أحزابا لن تترك السلطة وتقبل بخيار الديمقراطية ، ومادامت إيران إستولت على العراق وثرواته فهي الأخرى لن تترك العراق نزولا لإرادة الشعب الديمقراطية .

ماذا عن دور الولايات المتحدة الاميركية في مساعدة العراقيين ؟ علينا ان نطرح سؤالاً صريحا وهو: ما هي أهمية العراق الإستراتجية لأميركا والدول الكبرى ؟ الجواب الصريح لاتوجد للعراق أية أهمية مما يتوهمه العراقيون ، إذا كان النفط فهو متوفر في إماكن آخرى لدى الدول ، وإذا كان الموقع الجغرافي .. البديل الجغرافي موجود يتمثل في دول الخليج العربي ومصر والأردن وإسرائيل .. فإين أهمية العراق بالنسبة لأميركا ، ولماذا تساعده وهو لايقدم أية فائدة لمصالحها ؟

إيران إنهزمت والضربات الإسرائيلية المتتالية للقواعدها وعملائها في سوريا والعراق كشفت عن زيف العنتريات الإيرانية وضعفها وعجزها حتى عن حماية أمنها الداخلي ، ومشروع الهلال الشيعي تم كسر ظهره وأُفشل .. وعليه إيران في طريقها للإذعان وتوقيع صفقة مع أميركا وإسرائيل والسعودية .. وإنعكاسات هذه الصفقة على العراق في حال حصولها وبعد تأمين أمن دول الخليج وإسرائيل من الخطر الإيراني .. هو إهمال العراق دوليا وتركه نهبا للصراعات والفساد والحرب الأهلية وتلقائيا سيكون العراق وثرواته بما ان الأحزاب الشيعية هي الماسكة للسلطة فإنه سيظل في أحضان إيران.

مؤسف جدا .. بعد ان رفض الشعب العراقي الخيار السليم والوحيد أمامه وهو حمل السلاح وإعلان الثورة ضد العملية السياسية والحثالات السفلة من اللصوص والعملاء … لم يعد لدى العراقيين أي خيار آخر وإنتظار حصول الإنتخابات هو بمثابة إنتظار الموت التام لإرادة الشعب ومصادرة حقوقه بالتزوير الحتمي !