1 ــ انه مأزق امتدت مهازله عبرالتاريخ, عقائد وشرائع متمردة على الطبيعة الأنسانية, كان الأمام علي (ع) اول ضحاياها, وبضربة سيف غادر, مهدت له الصراعات الداخلية بين اتباعه, فأفقدته المُلك بعد ان “ملأت قلبه قيحاً”, تماماً كما يستنزف الآن العراق, دماء وثروات وسيادة, فالبيت الشيعي في العراق لم يلد صدفة, انه نتاج تاريخي للسلالات التي, خذلت الأمام علي, وتاجرت برأس الحسين (ع), مصابين بفقر الأنتماء للأرض والأنسان, علاقتهم بالوطن, لا تتجاوز فرصة نهب السلطات والثروات وجسد المرأة, وأن استلموا السلطة (صدفة) يتدفق لعابهم مغموساً, بالأنانية والكراهية والصراعات الدموية, مع بعضهم والآخر حد الألغاء, حتى يسقطوا من داخلهم اولاً, لتكتمل نهايتهم بضربة مميتة من خارجهم, فينكسرون في ذاتهم, يتلذذون بمظلومية جلد الأتباع.
2 ــ لا غرابة بما يحدث الآن في العراق, فالبيت الشيعي الذي يتجمع فيه, التيار الصدري والأطار التنسيقي, يجمعهم ويشدهم لبعضهم الولاء الخياني لأيران, وللأخرين احياناً, فهم المسؤلين عن ذوبان الوطنية العراقية, بالمصالح الأيرانية, واخضاع القضايا العليا للعراق, الى أطماعها غير المشروعة, ومع وحدة الولاء لأيران, فأطراف البيت الشيعي (اذا ما تعلق الأمر بالسلطات والثروات), فهم شديدي الكراهية والخصومة, حد الأنهاك والسقوط فيما بينهم, انهم الأغلبية الوحيدة, التي تخون نفسها وتخذل اتباعها, وتبيع اصوات ناخبيها, والأسرع من غيرها, في استهلاك مرحلتها.
3 ــ امريكا وبعد استهلاكها للنظام البعثي, راهنت على الأسلام السياسي (بنسخته الشيعية), في إكمال مشروع تدمير العراق, فكان البيت الشيعي, اداة التدمير تحت الطلب, تلك الكيانات غير معنية ببناء دولة, او اعادة اعمار وطن, ولا حتى حماية الأنسان, من كوارث الفقر والجهل والأذلال, بعكسه ماهرون بشرعنة تدمير مؤسسات الدولة, ونهب ثروات الوطن والسمسرة على سيادته, ومن ارحام عقائدهم وشرائعم, يولد القناص السافل واللص المنحط وسماحة الشيطان الأخرس, هكذا هم مع سبق الأصرار و “الطبع الذي في البدن ــ لا يغيره الا الكفن”, هكذا يقول العراقيون, وهكذا يحاصرونهم في حضيض العزلة, حتى السقوط المبكر.
4 ــ كم قتلوا وسرقوا وهربوا, كم خذلوا وخانوا وباعوا, حتى كرامة واصوات ورغيف خبز الذين يدعون تمثيلهم, لا يحترمون روادهم في العلم والمعرفة والفلسفة والفنون الوطنية والأنسانية, واحياناً يرتكبون جرائم تصفيتهم فكرياً وجسدياً, ودون حياء يسافر الأطار التنسيقي (الشيعي), ليبيع في اربيل ما ليس له, مقابل التنكيل بشقيقه التيار الصدري, وهكذا يفعل التيار الصدري (الشيعي), كلاهما على استعداد, لتنفيذ شروط الأخرين مجاناً, حتى ولو كانت مجحفة ظالمة, ومن يساوم على ارضه لا يحترم عرضه, انهما كالخراف الغبية, تنهك بعضهما في النطاح, حتى تصبحا فريسة سهلة للذئاب الشاطرة, البيت الشيعي المصاب تاريخيا, بعضال الفساد والأرهب شديد العدوى, وقد اصيبت بدونيته, الأطراف الأخرى للعملية السياسية, مع انها ملوثة اصلاً, لهذا تعاني الآن مجتمعة, من التآكل الداخلي, سيغصون بالأعوام الأربعة القادمة, ولن يبتلعوها كاملة, وأن لم يسقطوا في بدايتها, ففي نهايتها بالتأكيد, وتلك مهمة الشارع التشريني.