18 ديسمبر، 2024 5:13 م

لکي لاينجم مخاض الجبل عن ولادة فأر

لکي لاينجم مخاض الجبل عن ولادة فأر

شهدت الايام الماضية سلسلة مواقف أمريکية حازمة ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في مجال البرنامج النووي وکذلك في مجال طائراتها المسيرة التي باتت تستخدمها من خلال أذرعها العميلة في سبيل لي أذرع بلدان المنطقة أو ساستها.
عدم الاذعان للمطالب الايرانية في المحادثات النووية وموافقة مجلس الشيوخ على مشروع قانون لوقف المسيرات الايرانية، تطوران على الضد تماما مما کان النظام الايراني يطمح إليه وينتظره من إدارة الرئيس بايدن، وفي الخط العام يبدو واضحا بأن واشنطن ومن خلال هذين التطورين اللذين يأتيان متزامنين مع صدور قرار مجلس المحافظين في الوکالة الدولية للطاقة الذرية بإدانة النظام الايراني، فإن ذلك يعني بأن إدارة بايدن کما يبدو قد بدأت تحدد طريقا ومسارا مغاير ومخالف للذي کان تتبعه إدارة أوباما أو الذي کان النظام الايراني ينتظره ويتوقعه.
التغيير الملفت للنظر للموقف الامريکي تجاه طهران لم يأت عبثا وإعتباطا بل إنه قد جاء بعد مسيرة طويلة من المحادثات غير المباشرة والمباشرة والعلنية والسرية وعبر الوسطاء على حد سواء، لکن الذي تأکد لإدارة بايدن هو إنه وفي ضوء التحديات الکبيرة المحدقة بها من جانب روسيا والصين، فإن الاستسلام للدلال المزيف والمشبوه للنظام الايراني يعني قراءة الفاتحة على روح العلاقات الامريکية ـ الخليجية بشکل خاص والعربية بشکل عام وحتى إن موافقة مجلس الشيوخ على مشروع قانون لوقف المسيرات الإيرانية، قد جاء مع تصريح ملفت للنظر للسيناتور بوب مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والذي قال فيه أن:” اللجنة وافقت على قانون رقم 6089 الخاص بإيقاف الطائرات بدون طيار الإيرانية، مع تعديل يسعى إلى منع طهران وأي جماعات إرهابية أو ميليشيات متحالفة معها من الحصول على طائرات درون.” حيث لفت النظر الى أن”إيران تزود ميليشيات الحوثيين بمسيرات تستهدف السعودية والإمارات، مؤكدا على أن مسيرات إيران تهدد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.” وأضاف بأن”إيران رعت الهجوم بالمسيرات على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي العام الماضي.” وهذا يعني بأن مجلس الشيوخ الذي هو أهم مصدر للتشريع في الولايات المتحدة لم يبادر الى إصدار هکذا قرار إلا بعد أن تقطعت به السبل في التعامل والتعاطي مع هذا النظام.
السٶال المهم الذي يطرح نفسه بقوة هو؛ مالذي يمکن أن تفعله وتقوم به إدارة بايدن بعد هذا التغيير الملفت للنظر في السياسة الامريکية تجاه النظام الايراني هل إنه سيستمر ويتم ردع النظام الايراني وحسم الامور معه أم سيکون کالقول المعروف؛ تمخض الجبل فولد فأرا!!