23 ديسمبر، 2024 6:18 ص

لکي لاتدفع دول المنطقة الفاتورة الايرانية

لکي لاتدفع دول المنطقة الفاتورة الايرانية

هناك حالة قلق و توجس غير معهود في طهران بعد أن أعلن الرئيس الامريکي، دونالد ترامب عن استراتيجيته بعيدة المدى بشأن إيران و التي شملت معظم الامور و القضايا المتعلقة بالملف الايراني، أي إنها لم تختص بالملف النووي کما کان التوقع سائدا بشأنها، هذه الاستراتيجية التي وضعت العديد من الاسس و المقومات من أجل مواجهة إيران على أکثر من صعيد و إتجاه، طرحت أيضا خيار التغيير في إيران بإسقاط النظام، أي الخيار الذي تدعو إليه المقاومة الايرانية منذ ثلاثة عقود و نصف، وليس هناك من شك بإن طهران تسعى من جانبها لإعداد خططها اللازمة من أجل مواجهة هذه الاستراتيجية.
کيف ستتصرف السلطات الايرانية أمام هذه الاستراتيجية و ماذا ستفعل من أجل تقويضها و التقليل من آثارها و تداعياتها؟ للإجابة على هذا السٶال لابد من العودة قليلا الى الوراء، أو تحديدا الى ماقبل إبرام الاتفاق النووي، حيث کان هناك حصارا دوليا مفروضا على إيران من مختلف الاوجه، وکانت إيران تقوم بالاستفاة من الساحة العراقية المفتوحة أمامها بحکم نفوذها عليها ولاسيما خلال عهد عميلها المعروف الفاشل نوري المالکي، وقد قامت بإستغلال هذه الساحة تحديدا لإفشال الحصار المفروض عليها خصوصا عندما صار العراق ممرا لتهريب مختلف أنواع البضائع و الاحتياجات المحظورة إليها بالاضافة الى إنه قد صار ممرا أيضا لإرسال الاسلحة و الاعتدة و المرتزقة و الامور الاخرى الى النظام السوري.
لمواجهة الاستراتيجية الجديدة لترامب فإن أمام إستغلال دول المنطقة وفي مقدمتها العراق لأسباب متباينة، و توظيفها من أجل مخططاته المشبوهة التي من خلالها سيسعى الى التأثير على تلك الاستراتيجية و السعي لکسر شوکتها و تقويضها، ولايجب أن نستبعد قيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، بتنفيذ مخططات ستلقي بآثارها و جوانبها السلبية على شعوب و دول المنطقة الخاضعة لنفوذه و هيمنته، خصوصا وإن لهذا النظام صولات و جولات و تجارب متنوعة بهذا الصدد ويکفي أن نذکر تصريحات قادتهم وعلة رأسهم المرشد الاعلى الذي أکد مرارا بأنه”لو لم يقاتل الحرس الثوري الايراني في شوارع بغداد و دمشق و حلب لکنا عليه أن يقاتل في شوارع طهران و المدن الايرانية الاخرى”، ولاريب من إن هذا النظام سيبادر الى تطبيق نفس هذه الحالة و الاسلوب في تعامله مع استراتيجية ترامب الجديدة.
المطلوب هو أن يکو هناك حالة من الوعي و الاستعداد في دول المنطقة عموما و الدول الخاضعة لنفوذ هذا النظام خصوصا، بأن لاتصبح شعوب و دول المنطقة مرة أخرى کبش فداء لهذا النظام العدواني و أن يتم العمل بما من شأنه إفشال تلك المخططات العدوانية.