23 ديسمبر، 2024 11:43 ص

لکي تردي به الازمة

لکي تردي به الازمة

مع إستمرار الاوضاع المتأزمة القائمة بين واشنطن وطهران على حالها وإزدياد التوتر بسبب منها في المنطقة بشکل خاص، وخصوصا بعد النشاطات المريبة التي قام النظام الايراني أو أذرعه بها من أجل التأثير على مجريات الامور لصالحه خصوصا ووإنه يواجه حاليا أزمة حادة جدا في مختلف الجوانب، فإن هناك قلق وتوجس في بلدان المنطقة من ذلك وبشکل من الاجراءات التي يمکن أن يلجأ إليها النظام الايراني في سبيل تخفيف الضغوط القوية عليه وإيجاد فسحة لکي يتنفس من خلالها.
النظام الايراني الذي يتصرف دوما على إعتبار دول المنطقة ساحة مکشوفة وأهدافا مباحة أمامه، في حين يعتبر أي تعرض لأي شأن من شٶونه ولاسيما فيما يتعلق بدعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية أو الاعتراف بالمقاومة الايرانية بصورة رسمية وإقامة علاقات معها أم التصدي لإنتهاکات حقوق الانسان في إيران، بمثابة خطوط حمراء لايمکن لأحد أن يتجاوزها، وهذه المعادلة غير المتکافئة کانت دائما لصالح النظام الايراني ولحد هذه اللعظة للأسف، في الوقت الذي يعلم القاصي قبل الداني بأن إنتهاکات حقوق الانسان في إيران التي حصلت على أکثر من 65 قرار إدانة دولية في مجال إنتهاکات حقوق الانسان، قد تجاوزت کل الحدود وبلغت ذروتها، وإن نصرة الشعب الايراني والمطالبة بوقف تلك الانتهاکات هو حق إنساني تکفله القوانين الدولية والاديان السماوية أيضا.
تمادي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في تدخلاته في دول المنطقة وسعيه لجعلها تحت سطوة نفوذه وإستنساخ نظام ولاية الفقيه فيها، يجعل مستقبل هذه الدول ووحدة وتماسك شعوبها معرضا لخطر کبير، مما يتطلب ويدعو دول المنطقة الى ممارسة حقها الطبيعي في الرد على تلك التدخلات الممنهجة السافرة، ولکون ملف حقوق الانسان في إيران من أکثر الملفات التي تثير هذا النظام وتفقده أعصابه، فإنه من الضروري والمهم جدا أن تبادر دول المنطقة للعمل من أجل إتخاذ استراتيجية عمل جديدة تتبنى خلالها قضية الدفاع عن حقوق الانسان في إيران ودعم وتإييد وقف إنتهاکات حقوق الانسان ولاسيما في المحافل الدولية، ولکن ذلك لايجب أن يعني بترك الهدف الاهم وهو دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والاعتراف الرسمي بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للشعب الايراني جانبا، بل يجب منحه الاولوية والصدارة.
مصادرة الحريات وتصعيد الانتهاکات والاعدمات وتزايد الممارسات القمعية ضد الشعب الايراني، هو في مجمله مسعى من جانب هذا النظام لکي يأمن جانب الشعب وإحتمال أن ينتفض ويثور بوجهه إحتجاجا على الاوضاع السيئة والوخيمة في البلاد، وإن تخوفه من طرح ملف حقوق الانسان في المحافل الدولية وإحتمال تفعيل هذا الملف يأتي من حيث إن الشعب الايراني لو وجد فسحة ومجالا من الحرية ودعما وتإييدا دوليا وإقليميا حقيقيا له، فإنه لن يسکت على هذا النظام وممارساته القمعية، ولذلك فإن الترکيز على هذا الملف ولاسيما في هذه الفترة حيث يواجه النظام الايراني أزمة حادة تجعله في وضع صعب لايتمکن فيه من التحرك کما کان سابقا يفعل، وإن ذلك خطوة وإجراء يخدم الجميع من دون إستثناء.