18 ديسمبر، 2024 7:37 م

لِنْتُ حَيثُ اّدْماني الغِياب

لِنْتُ حَيثُ اّدْماني الغِياب

الى سُعادتي التي ذكرتني بالحضور
سَأظلُ ابحثُ عنكِ في الصورِ القديمةِ والنساء
وعَرائِشِ الضوءِ المُضمَّخِ باليقين على دروب الاولياء
سأظلُ ابحثُ في ضَبابِ فِراقِنا
وعُيونِ من كانوا الينا ذاتَ يومٍ أصدقاء
فَعَلى جَدائِلِ لَيلِنا الممتدِ خَيطاً للنهار
فاضَت حُقولُ الذكرَياتِ
وخمرُ ما ترَكَت يَداكِ
وبُرعمُ العَتبِ الضرير
مُؤَمِّلاً انْ تَفتَحي
كُلّ استِحالاتِ الظنونِ وما جَهَلْتُ
ان تَحضري في يَقظَتي
وبِطَيلسانَ غِوايتي
كَي يَهدأَ السهرُ الذي غَطّى على كَبَدِ السؤال
كَجَناحِ ماءٍ مَسَّهُ ضَوءُ الخَمائِلِ من شِغافِ تَودّدي
كِي اغزِلَ الليلَ العميقِ بِغبطَتي
عُشاً إليكِ ـ حَمامَتي ـ ومُرصّعاً
بِغِوايَة البَوحِ البَتولِ لِتَرقِدي
بَينَ اضطِرامِ حَديقَتي
ومَواسِمِ القَمحِ المُحاكِ بِلَهفتي
أ حمامتي

*
سأظلُّ ابحثُ عَنكِ في حُلُمي الذي اجَّلتُه عاماً فعام
كوَريثِ عَصفٍ من حِرابِ فِخاخِنا
تِلكَ التي وَصَفَت بَقايا نارِنا
حتى اصيدَ الجمرَ في الصّخبِ الذي
سوَّرتِ فيهِ هُيامَنا
وزرعت فيه خصامَنا
واتَحتِ لِلطَيشِ البَليدِ فَضاءَنا
وسَمعتِ قولَ العائِداتِ مِنَ الاَباطيلِ اللّواتي كُلّما
يَتَوَهَمَنّي بَهجَةً ويَصفنَني بِالمُشتَهى
وبِغَبطةِ الشُّهُبِ التي خَرَقَت غَمامَ المنتهى
وانّني الحَجَرُ الصَّقيلُ امامَ مُنعَطَفِ النساءِ وأنني
تُفاحُ رائِحَةُ الشهيقِ على ثُغورِ العاشقينَ وانني..
ميزانُ سِردابُ الكلامِ وانني
بِضَلالِهُنَّ ظَلَمنَني
وظَلَلنَّ ـ مِنكِ ـ غِوايَةً او ريبةً يَنحَلَنَني
بِالوَصلِ بِالشبُهاتِ كنَّ يَرُزَّنَني
وبنَوْلِهُنَّ ضَلالةً كنَّ ابتَدَعنَ
وفتنةً، بَينَ الوَريدِ وبَينَ تَوأمِ دَهشَتي
كنَّ اغتزلنَّ حِكايَتي

*
سأظلُّ ابحَثُ عَنكِ في كلِّ اهتِزازاتِ الغُصون
وغَياهِبِ الغاباتِ واليومِ المُعَفَّرِ بِالرجاء
ومَخابِئ الضَجَرِ الذي غَطى اعتِرافاتِ الصَّدى
وعَواِصفَ العُشقِ المَؤَثثِ بينَ اروِقَةِ الهُيامِ
عَلّي اليَكِ يَقودَني
تَرَفُ الزَّنابِقِ او ضَراعَةُ دَمعَتي
كي لا أرى كَيدَ الفِراقِ يَلُمَّني
كَالماءِ مِن مُدنِ السَّرابِ فَأنطَفِئ
*
سَأظلُّ ابحثُ عَنكِ في زَبَدِ اللُهاث
وما استَظَلَّ بِهُدبِهِ غَيماً على تُوتِ القَبَل
يا كائِناً اَنّى أكونُ وانتَ مِنّي سَفينتي
ورِياحُ اشرِعَةِ الصَّواري وابتِهالاتِ البَقاء
يا صِدفَتي وضَرورَتي
ونَسيجُ مَملَكَتي التي فاءَت اليها مُهجَتي
وحُضورُ وَهمي وانشِداهُ سَريرَتي
وهَداهِدُ الوَهَجِ الذي غَطّى اضطِراماتِ الندى بمواقدي
فَدَعي فَراشاتِ المَعاني ان تَقودَ دَليلَنا
كي نَكشُفَ الأمَلَ البَهّي على حِمامِ عِنادِنا
ونُضيءَ عَفوَ عمائِنا بِسراجِ اجنِحَةِ الصَّفاءِ مَسالِكاً
لِكَواكِبٍ عَجلى لِأَوكارِ العِناق

*
سأظل ابحث عنك في شُطآنِ روحي وانحِناءِ الإنتِظار
حتّى اُعيدَ اليكِ مِن خَجَلي وِلاداتِ النهار
وغُرورَ ما فَعَلَت يَداي
وحُمًى تَبَعثُرَ مُهجَتي
ومَتاهَتي مِنّي اليكِ فأقبَلي
يا قلبُ قَلبَ ظَلامَتي
وتَفقَدي حَجَلَ التَّرَقُبِ
في بَرازِخِ وَهدَتي
ومن اكتِفاءِ البِحثِ عَنّي في رِمالِ تَلَعثُمي
فَلَكِ العُبورُ بِصمتِ مِلحي وارتِعاشِ رُخامَتي
ولكِ المكانُ مُدَثّراً بِرَشيقِ شِعرِ مَودَتي
ولك الزمانُ مُظللاً بِزُحامِ بَيدَرِ دَهشتي
ولك التّرافةُ كُلّها مَطحونَةٌ بِخِضابِ غايَةِ لهفتي
ولك الجُفونُ وهَجسُها بِكنوزِ دراقِ الذهولِ لِنَبضَتي
اسْرَفتُ يا وعدي الأخيرِ ويا سُلافَةُ قُبلَتي
سأظلُّ انتَظِرُ اشتِياقَك في مُفاضَةِ حَضرَتي
بين المَسافَةِ والندى ومُؤَمِلا بِبَراءَتي
وبِأنَني رَقَّت وقائِعُ شِكوَتي
مُتِباهِياً وَصلي اليكِ
وفي عُيونِك جَنَةٌ مَملوءَةٌ
ضِحكاً نَقياً مِثل ضِحكِ الأنبِياء

**