(من كان في المرقص عليه ان يرقص) – مثل فرنسي
أذن من كان في المنصب عليه ان يجيد النفاق بطريقة مختلفة وذكية, بطريقة الرياء اللامتناهي, عليه ان يزور المرضى والفقراء والمساكين لكن ليس كلهم! انما فقط اولئك الذين تصور مصائبهم كاميرا التلميع!
مَرقص اليوم هو غُرفة احد المرضى الراقدين في مستشفى الكرامة التعليمي في العاصمة العراقية بغداد, والمرقوص لأجلهُ هو أحد المُمَثلين العراقيين الكوميديين سعد خليفة والذي طالما زرع الابتسامة على شِفاه مُشاهديه.
اما إبتسامة اليوم فهي مختلفة نوعاً ما, فهي ابتسامةُ كاذبةُ ذات لون أصفَر تخلو من الضَميرِ الحَّي والإخلاق التي يدعوها المُتأسلمين لأجل المال والشُهرة, نعم انها الشُهرة! فسياسيينا اليوم يظهرون في التلفزيون وعلى مَواقع التواصل الاجتماعي أكثر من شاكيرا وانجيلينا جولي وربما اكثر من المُمثلة الانكليزية الإباحة سوفي دي, فالعَرب يعشقون العيون الخَضراء والجَسد الأبيض لكن العراقييون اليوم يُشاهدون المُلتَحين كذباً وزوراً أكثر من ذات العَينين الزرقاويتين.
الزيارات التي تَلاطمت والزائرون المُتسابِقون ذُوي الحراسات والمواكب المُخيفة الى الفَنان العراقي سَعد خليفة (شفاه الله وعافاه) الذي يُعاني من عَجزٍ كِلوي. إذن هل سيفكروا السادة الزوار بِزيارةٍ مُماثلةٍ لِمرضى السرطان والانيميا والفُقر الاخلاقي بِسَبَبَ الجوع؟ هل ثِمة زيارة للمساكين الساكنين في بيوت علب الزيت (التَنك)؟ هل ثِمة زيارةٍ للأرامل اللائي فُقِدنَ ازواجُهنَ الذين يدافعون عن فِردوسكُم؟ هل ثِمة قبلة ليتامى الشهداء؟! بِشرط بدون كاميرا نِفاقكُم..
أيها العُراة..قد إنتَهَت سَذاجتُنا, وإنتَهَت غباوتُنا, وإنتَهَت اللُعبة التي زرعتم فيها وعودٍ كاذبةٍ لِتقنِعونا فيها, وأصبحنا أكثر غباوةً وأكثر سذاجةً وأكثر انحطاطاً إخلاقي ونحنُ نَتَسابقُ بوضع (اللايكات) والتَعليقاتِ على صَفحاتِ رُسُلِكم (الفيس بوك)! .