23 ديسمبر، 2024 6:43 ص

لِعِبُورِ القَنَاةِ حِكايةٌ وألفُ حِكَاية(الحكاية الرابعة)

لِعِبُورِ القَنَاةِ حِكايةٌ وألفُ حِكَاية(الحكاية الرابعة)

بعد إنتفاضة قضاء المعامل، ماذا يريد أهالي(الفضيلية)؟
حينما إنتفض أهالي قضاء المعامل، للمطالبة بحقوقهم المسلوبة، وأعملوا الإعتصامات وقطعوا الطرقات ووعدوا وتوعدوا، كانوا على حق فيما طالبوا به وارادوه…
كنت على إطلاعٍ تام على مشاكلهم، التي تفاقمت يوماً بعد يوم بسبب كذب المسؤول ومراوغته في إنجاز مهامه، وذلك أن مشاريعهم الخدمية قد تم إقرارها قبل 2014 وصرفت جميع مستحقاتها، لكن المسؤول لم يكشف عن سبب تعطيل العمل وتأخره وبطئ الإنجاز، لذلك أتت الإنتفاضةُ أُكلها…
قام وفد من الحكومة بزيارة المنطقة والإطلاع على واقعها المرير، ثم قام وفد من أهالي المنطقة بمقابلة رئيس الوزراء(العبادي)، وتم الوقوف على سبب المشكلة، فإتضح أن نصف المشكلة تتعلق بأهالي المنطقة أنفسهم، وعدم تعاونهم مع المسؤول، خصوصاً في رفع التجاوزات، وبعد إستجابت الأهالي لرفع التجاوزات والتعاون مع الهيئات الحكومية والخدمية، لك يتبقى سوى مشكلة كُبر مساحة المنطقة وقلة الأليات، فتم إستخدام أليات المناطق الأخرى مثل(بلدية الشعب وبلدية الصدر وبلدية الكرادة)، وما زال العمل جارياً وستتحول منطقة المعامل إلى مدينة حضارية(بإذن الله) وتنسى الماضي إلى الأبد…
بعد هذا التجاوب من الحكومة لطلبات أهالي المعامل، قام أهالي منطقة(الفضيلية) بقطع الشارع العام، وإقامة الإعتصامات، لكن ماذا يريد أهالي الفضيلية يا ترى؟!
لكي أكون منصفاً فيجب أن أقول وبكل صراحة: أن لا حق لأهالي(الفضيلية) المطالبة بأي شئ، لأن موقعهم(خطأٌ في خطأ) ويجب أن يأخذوا(هم والحكومة) بما سأسردهُ في مقالي هذا…..
يعتمد أهالي(الفضيلية) في معيشتهم وأعمالهم على تربية المواشي، وهذه التربية تستمد قوتها من عاملين مهمين: هما(الماء والغذاء)، الماء موجود في نهر ديالى، والغذاء موجود في الأراضي الزراعية التي تقع في الجانب المقابل لمدينة(الفضيلية) من النهر، إذن يجب العمل بما يأتي:
يجب تحويل موقع المنطقة ونقلها إلى الجانب الأخر من النهر، وقد تم التخطيط لذلك بالفعل قبل 2003 ووزعت أراضي في منطقة النهروان لأهالي(الفضيلية)، لكني لست مع هذا الموقع، لكن كما قلت: الجهة المقابلة للمنطقة(أي خلف النهر)، ذلك لأنهم يحتاجون لتسويق بضاعتهم، فيحبذ قرب موقعهم من العاصمة.
يجب عليهم إقامة معامل ألبان حديثة متطورة، على غرار معامل(ابو غريب والاسحاقي)، والكف عن الطريقة البدائية القديمة الملوثة، وهم بذلك يفتحون المجال للقضاء على البطالة، والاستثمار الصحيح والصحي والمربح في كل الاوقات.
يجب على الحكومة دعم أهالي الفضيلية مادياً وتخطيطياً وخدمياً في إنجاز البندين أعلاه.
بقي شئ…
إن بقاء أهالي الفضيلية على هذا الحال هو دمار لهم وللعاصمة وللمنطقة وبناها التحتية، بل وسبباً لنقل الأمراض والأوبئة للعاصمة بغداد…