18 ديسمبر، 2024 11:05 م

لينصح النظام الايراني نفسه أولا

لينصح النظام الايراني نفسه أولا

لکي يلعب الفأر کما يريد ويشتهي فلابد للقط أن يخرج ومن دون ذلك فإن الفأر مقيد وفي حالة خوف وحذر، وهذا تماما هو حال النظام الايراني في العراق في ظل تواجد قوات قواعد أمريکية في العراق، حيث إنه ومنذ العودة التدريجية لهذه القوات بعد سقوط الموصل، فإن النظام الايراني صار أشبه مايکون بالمقيد والذي لايستطيع التحرك بحرية.
في عام 2011، وبعد الانسحاب الامريکي من العراق، وماتلته من مآسي وفظائع ومصائب إرتبطت کلها بصورة وأخرى بالنظام الايراني ودوره في العراق، بحيث لم يعد سرا نذيعه إذا ماقلنا إن الانتقادات القوية لازالت توجه للولايات المتحدة بسبب إنسحابها من العراق في ذلك العام والذي کان أشبه مايکون بتقديم العراق على طبق من ذهب لنظام يقتل ويدمر شعبه قبل أي شئ!
إزدياد الضغوطات الايرانية على الاطراف السياسية العراقية وبشکل خاص تلك التي تخضع وتدين بالولاء لها، من أجل إخراج القوات الامريکية من العراق وکما أکدت مصادر موثوقة عدة بأن إحدى أهداف الزيارة المشبوهة الاخيرة لوزير الخارجية الايراني للعراق، کانت التحشيد والضغط من أجل التسريع لإخراج القوات الامريکية من العراق، بل وإن هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي الأسبق، قد وضع النقاط على الحروف عندما کشف في تغريدة له على تويتر من إنه”وجهت طهران نصيحة للقادة الشيعة لإخراج القوات الأمريكية عبر تصويت برلماني” مضيفا بأن”هذا الموضوع سيتحول إلى قضية رئيسية قريبا”، وهو مايٶکد عزم النظام الايراني على المضي قدما في مخططه هذا والذي يهدف في النهاية الى جعل الساحة العراقية ملعبا خاصا به وقاعدة وجبهة يستخدمها في مواجهتها الضروس المحتملة مع واشنطن.
النظام الايراني الذي أغرق نفسه والشعب الايراني بآلاف المشاکل والازمات وبات محاصرا من کل الجهات ولايعرف کيف يخرج من ورطة عويصة أوقع نفسه بها من جراء سياسية ونهج خاطئ ومشبوه يتبعه منذ 4 عقود، لايصلح أبدا لتوجيه النصائح لغيره خصوصا إذا ونحن نعلم بأن النصيحة تهدف الى الخير والمصلحة الإيجابية، ولکن هذه النصيحة الايرانية مشبوهة جملة وتفصيلا مع إننا نقول للنظام الايراني من أنه إذا ماکان هناك من بحاجة ماسة للنصيحة فإنه هو بنفسه والاجدر به أن ينصح نفسه بعد کل ذلك البلاء والمصائب التي جلبها على رأس الشعب الايراني.
النظام الايراني الاشبه بالملاکم المترنح الذي بحاجة للضربة القاضية ليسقط أرضا ويتم حسم أمره، يواجه رفضا داخليا وخارجيا قويا غير مسبوقا، صار معلوما بأنه يتجه لنهايته ولهذا فإنه يريد توسيع دائرة الشر والضرر من أجل أن يوفر ذلك له فترة أطول لبقاء صار على کف عفريت!