20 ديسمبر، 2024 11:52 ص

لينا زهر الدين ،، حين نستحضر الكفاءة الإعلامية

لينا زهر الدين ،، حين نستحضر الكفاءة الإعلامية

حتى لا تضيع الخطوات المضيئة التي حرص أصحابها على السير في تخوم الظلام من أجل إضاءة العتمة أزعم أن من حقهم على الماتبعين المنصفين من مثقفين ، وكتاب ، وصحافيين التوقف عندهم والـتأمّل في أداء هؤلاء الصادقين مع أنفسهم ، ليجانبوا التطفل على صنوف المعرفة ، أو المهنة لاسيما في زمن تناسلَ المتطفلون بصورة مفزعة ، وبخاصة في الدائرة الإعلامية الواسعة .

من هذه الزاوية أعتقد بحماس أن الإشارة الى من هو جدير بها ، تنسجم تماماً مع ضرورة إيجاد المناخات الثقافية ، والإعلامية المرجوة بعيداً عن المجاملات أو محاولات تلميع الصور بما لا تستحق .

خلال متابعتي الشخصية للبرامج الجادة التي تحفل بها شاشات الفضائيات العربية لم تخطئ العين برنامج ( العد العكسي ) الذي يطالعُنا – كل يوم سبت – من خلال شاشة قناة (الميادين) .

هذا البرنامج الذي تتحشد فيه عدة ملفات ساخنة هي الأقرب لأحداث الساعة قد حرصت فيه الإعلامية والأستاذة في الإعلام لينا زهر الدين على تحقيق مهنية عالية في جوانب عدة لعل أبرزها ما يلي :

أولا ً: حضورها القوي وبلغتها السليمة التي لا أشك في أنها قد أولتها إهتماماً إستثنائيا ً بخلاف الكثير ممن نراهم يتعثرون في أبسط ما ينبغي أن يتوافر عليه الإعلامي الناجح .

ثانيا ً : من خلال هذا الحضور الذي لا يخلو من لفتات ذكية تمزجها أحياناً بابتسامة عابرة لكنها أخّاذة قد حققت لينا زهر الدين حالة تفاعل تبسط حيويتها على المشاهد بحيث يشعر كما لو أنه قد أسهم – بنحو ما – في إعداد الحلقة بكافة ملفاتها المتنوعة ، الأمر الذي يزيده إنشداداً وتماهياً مع وحدة الموضوعات المطروحة للنقاش .

ثالثاً : لم تتعاط مع ضيوف الحلقة على مختلف توجهاتهم ، وآرائهم بلغة التبخير أو الممالأة بحيث لا أظن أحداً منهم لا يساورهُ القلق من مغبة طرح السؤال المفاجئ الذي تنتزعه لينا زهر الدين من إجابات الضيوف .

رابعا ً : إن كل معدي ومقدمي البرامج لابد أن يحملوا في ذواتهم ما يوصف بالإنحياز الذاتي- لهذا الموقف ، أو ذاك ، وهذه الفكرة أو تلك – بيد أن براعة الإعلامي الحصيف والعارف بمسؤوليته المهنية تقتضي منه الوقوف في الدائرة الوسط – متماسكاً ، ومحايداً- إبتغاء َ تقديم ما هو أفضل وأجمل ، وتلك هي الصفة التي يمكن توصيفها بأنها لصيقة بأداء الإعلامية المعروفة لينا زهر الدين .

خامسا ً : حين ينتهي البرنامج لا أظن أحداً من متابعيه قد أحس بشئ من السأم كما يحصل في الكثير من البرامج المماثلة من حيث الطابع الحواري ، في تناول القضايا الساخنة ، وبلا مواربة فإن ذلك يعود – بالمباشر – الى قدرة هذه الإعلامية على إمتصاص اللحظة الراكدة لتحويلها الى ومضة خاطفة لا تترك وراءها سوى التمنيات في أن يظل برنامجها فترة أطول .

إنتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى

أحدث المقالات

أحدث المقالات