18 ديسمبر، 2024 6:18 م

ليلة دامية في الخضراء ؟ وماذا بعد

ليلة دامية في الخضراء ؟ وماذا بعد


ليلة دامية في الخضراء بكل معنى الكلمة حرب شوارع في المنطقة الخضراء وفي كرادة مريم و في الصالحية قرب دار الاذاعة والتلفزيون الرسمية .وكأننا امام محاولة عسكرية للسيطرة على القصر الجمهوري و دار الاذاعة و التلفزة وقطع طريق المطار بغية احداث ثورة او انقلاب عسكري بدعم قوى مسلحة مدنية على غرار انقلاب 8شباط 1963 حيث الحرس القومي يسند قطعات الانقلاب وهذا لم يحدث في هذة الحالة حيث لم تتحرك اي قطعات عسكرية للسيطرة على القصر او الاذاعة بل على العكس .هكذا بدا المشهد سلطة تشريعية عاطلة وغير قادرة على ممارسة مهامها وتفتقر الى الشرعية السياسية اساسآ .برلمان ال 20% ماقبل انسحاب الكتلة الصدرية .في اطار صراع اطراف كل منها لة مصادر قوتة العسكرية والسياسية و المالية والنفوذ في مؤسسات الدولة .مشهد العراق بشكل عام وكمشهد اجمالي يذكرنا بما كتب الكسي دوتوكويفل في مقدمة كتابة الشهير عن الديموقراطية في امريكا يقول في صفحة 24(كانت فرنسا قبل سبعمائة عام موزعة على عدد قليل من الاسر التي تملك الارض وتحكم قاطنيها ينتقل حق الرئاسة من جيل الى جيل بالميراث ولايجد البشر للتعاطي فيما بينهم سوى القوة ) نعم هذة الظاهرة كانت المعطى الاساس للعصور الوسطى بارونات تقتسم الحكم فيمابينها متحالفة مع الااكليروس رجال الدين .ويرئسها ملكية كنظام سياسي ومتصارعة فيما بينها حول السلطة والنفوذ .وتخضع بشكل او اخر للبابوية كسلطة دينية عليا . .ان مشهد مثل افغانستان بعد ازلة الحكومة القريبة من السوفيت ووصول مايعرف بالمجاهدين الافغان الى السلطة ثم اندلاع حرب اهلية انتهت بوصول طالبان الاول الى السلطة بعد اشتعال المعارك بين رفقاء السلاح في قتال الاتحاد السوفيتي .لايبدوا المشهد بعيدآ عن الحرب الاهلية اللبنانية في القرن الماضي التي انتهت صلحآ في اتفاقية الطائف بعد سنوات وسنوات من المعارك و الحرب الاهلية . ليس مايحدث في العراق بغريب عن صراعات الشرق الاوسط الحديثة وصراعات اوربا في العصور الوسطى و اذا كانت صراعات البارونات و النبلاء و اللوردات ادت مع عوامل اخرى في اوربا مابعد العصور الوسطى الى تبني ثقافة و قيم انسانية حداثوية استندت الى قيمتي الحرية و المساواة فلم يعد لحكم النبلاء من اثر وحلت قيم المساواة حتى صدق قول الكسي دوتوكفيل حيث تحدث عن مااسترعى انتباهه لدى زيارتة الى امريكا (اكثر مالفت انتباهي هو (تساوي المراتب )و الناس جميعا سواسية في قابليتهم للأهتداء الى سبيل الرب وان التنامي التدريجي للمساواة صنيع العناية الالهية وان السعي وراء ايقاف زحف الديموقراطية مقاومة لمشيئة الله وليس من الضروري ان ينطق الله بلسانة لكي نتبين علامات اكيدة على مشيئتة (الرغبة الالهية في الحرية و المساواة و الديموقراطية )حتى غدت قيم الحرية و المساواة و حقوق الانسان قيم اجتماعية مرسخة ثقافة محلية وشعبية تعضدها نصوص دستورية وقانونية .لدينا لم تترسخ في ثقافة النخب او سلوكياتها هذة الثقافة بل على العكس هي ثقافة تقليدية شمولية تسلك سلوك العنف كأحد الخيارات في الصراع السياسي ويلعب عامل صراعات الزعامة مع ماتنتجهة من حقد وكرة دور كبير في الصراع اضافة الى هذا الصراع على القمة هنالك تمايز طبقي حاد وفجوة متسعة بين النخب القيادية المتحكمة بالمشهد وبين انصارهم فجوة وتمايز معيشي واضح جدا فضلا عن التمايز الطبقي الحاد مع سائر ابناء مكونات الشعب .في اطار صراع يعيد الى الذاكرة صراعات العصور الوسطى بين بارونات و دوقيات و لوردات العصور الوسطى او صراعات التاريخ الاسلامي مايطلق علية عهد الفتنة الكبرى او حتى صراعات العشائر في بداية القرن الماضي .حيث تستغل الجماهير في شعارات زائفة لستر الاستغلال الحقيقي فالعقلية التقليدية المبنية على التراتبية القبلية و الدينية يسهل تسويق خضوعها للزعيم السياسي بشعارات الدين المذهب الطائفة القومية الوطن العدو الخارجي ان المواطنة الفعلية ترتكز على قيم الحرية ,المساواة,العدالة وهذا يستقضي خلق ثقافة المطالبة بالحقوق لدى الجماهير عامة مع متلازمتها ثقافة الحرية بالمطالبة بتلكم الحقوق وهذا مالم تنتبة لة حتى مظاهراتنا الاخيرة التي ستتحول الى ربما اداة اخرى في الصراع السياسي القائم .ان ثقافة المطالبة بالحقوق مع ضرورة توفر مناخ لحرية المطالبة بتلكم الحقوق و المساواة التي هي القيم التي تستند عليها قيم حقوق الانسان هي الحل حيث تكون محدد سلوك بدلا من ثقافة اللصوصية و الزبائنية و القمع و الخداع التي يقوم عليها السلوك السياسي الحالي حيث اللصوصية للزعماء بالحصول على واردات الدولة و الزبائنية و الاستفادة الى الاتباع حسب تراتبيتهم و الخداع بالشعارات الى الجماهير على طريقة النظام السابق حيث الامة و الوطن و الايمان و الدين في خطر من العدو الصهيوني و الصفوي والامبريالية الخ وبما اننا في خطر حال مزعوم فلا منقذ لنا سوى الزعيم المؤيد من قبل الله و الملائكة و الانبياء و الائمة الخ يعيش الزعيم في اعلى القمة ثم اتباعة و يخدعنا بالشعارات العامة و من يعترض لة القمع هذة المعادلة تم استنساخها في السلوك السياسي بعد 2003 .وهنا يغدو الدين و الامة و الوطن و المكون اداة استغلال سياسي وقمع بمعنى الكلمة يذكرني
((يجب على الامير اي الحاكم حماية الدين ولو كان هو نفسة لايؤمن بة لأن الدين يعاونة على حكم الجماهير وعلى تثبيت سلطانة . نيقولا ميكافلي صاحب كتاب الامير ))