بعد ترنح السجان وضعفه، ومن ثم إعلان إنتصار إرادة الشعب العراقي، والخلاص من الدكتاتور، الذي جعل من تكريت سجناً إلزامياً لأهلها، ها هي اليوم برجالها، تعلن تحريرها من براثن التكفير البعثي، والإرهاب الوهابي المتطرف، الذي كان يتوقع من أهل تكريت ما لذ وطاب، بيد أن رجال العشائر الشرفاء أخوة أمية الجبوري، أبوا إلا أن تكتب أسماؤهم في سجل الشرف والعزة والكرامة في ملحمة وطنية.
إن لحظات الشدة والعزيمة تُظهر إخلاص الإنسان في دفاعه عن الأرض والعرض، من أجل أناس يشاركهم الوطن لأنهم إخوتنا وأنفسنا.
أدمغة فارغة تسكنها الشكوك، وأسئلة تقفز الى أذهان من يمتلك لقباً تكريتياً أولها ماذا سيفعلون بنا؟ ثانيها ماذا سيحصل لمدينتنا؟ ثالثها هل سنعيش حياة الإهانة والقمع؟ أسئلة تزخر بالألغاز والمفارقات، وتحتاج الى إجابات وافية شافية، لأن ما يحمله هؤلاء الناس المغرر بهم، ( في غرارة انفسهم) هو الحقد الأهوج والخوف الأعمى، الذي زرعه الطائفيون في أهلنا، عن سلوك رجال المرجعية الشريفة، الذين دفعهم حب الوطن الى إستنصار( مؤازرة) أخوتهم في كل شبر من أرض العراق، رغم أن العاجزون حاولوا نشر الجنون والفزع على طرقات تكريت، الحشد قادم للإنتقام!.
ثمة أياد تضرب بقوة على الإرهاب، وتحمل توجيهات المرجعية الرشيدة على أكتافها وبين جوانحها، لتزرع الأمل والفرح ممزوجاً بالنصر والعنفوان، تحت خيمة العراق وفيها سر الحياة، التي تعني كلمة الوحدة وتوحيد الكلمة، برفض الصراع الطائفي بكل مسمياته الزائفة، ولنمضي قدماً نحو النصر النهائي، فالمجد ان تصنع النصر بعيداً عن الفوضى والطيش والغضب.
ليكن قصاصنا عادلاً ممن إستباح المقدسات وأحتضن التطرف، وكذلك أن نبث خطاباً موحداً، بدلاً من تعويذات المأزومين والمتشددين، وآن الأوان لنقول: كفى عبثاً بأرض صلاح الدين، تهيأوا للإعمار!.
مقتضيات المصلحة العامة تعني القيام بالشيء، للوصول الى لب الأمر المقصود دون عنف أو فرض أو إكراه، وعلى هذا تمت الغلبة والفوز للنفوس، التي قدمت الغالي والنفيس، ملبية نداء الجهاد المقدس، نائية بأرواحها الى البعيد في مقعد صدق عند مليك مقتدر، متيقنة أن الباقيات الصالحات خير وأبقى، وأن الشرفاء الذين قدموا أجسادهم قرابين فداء للعراق، تعايشوا مع تكريت، وكأنهم ليلة القدر في ثوابها ومكانتها بين الليالي، فنراهم يزحفون نحو مملكة الرحمن الرحيم في مشهد إيماني، لا يشعر به إلا المنتصرون!.