يعيش رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي الساعات الاخيرة في القصر الحكومي الذي وصله صدفة، بعد حيلة سياسية قادها التيار الصدري وبعض اطراف الاطار التنسيقي ومنتفعين من تشرين تسلقوا على دماء الشهداء من الشباب ليحققوا احلامهم بالوصول للمناصب واغناء جيوبهم وارصدتهم بالاموال، فكانت النهاية “محتومة” للكاظمي وفريقه… لانه ببساطة لم يستغل الفرصة التي حصل عليها، لتحسين صورته ورفع المعاناة عن عباد الله، او عالاقل ترك اثر طيب ينفع في ساعة مغادرة المنصب، او حسنة يتذكرها الناس وتكون علامة فارقة تميز عهده بما هو افضل، لكن “طمع” ابو هيا وفريقه الذي يمثل باغلبه شخصيات “انتهازية” تقتنص الفرص للاساءة للاخرين والتضحية بهم حتى لو كانوا من القربين، اوصلهم لهذه النهاية، التي شاهدناها خلال منح الثقة لحكومة محمد شياع السوداني والطريقة “المستعجلة” التي حسمت فيها الحقائب الوزارية وعملية التصويت خلال جلسة البرلمان.
ومن يبحث عن الادلة عليه أن يسأل عن نهاية الباحث والخبير الامني هشام الهاشمي وكيف تهيئات الاسباب لقتله، بعد رفض طلبه لاكثر من مرة بتوفير الحماية له، او منحه سكن داخل المنطقة الخضراء يجمع عائلته ويبعدها عن التهديدات، لكنه كان يرفض في كل مرة بحجة عدم وجود مايهدد حياته، حتى اخر ضحية لهذا الفريق “البائس”، سجلت باسم شاب “ثري” عثر عليه متوفيا داخل منزله بشكل غامض، بعد سنتين او اقل على تقديمه جميع الخدمات لفريق الكاظمي وبمقدمتهم مستشاره السياسي، لكن في ليلة وضحاها تحول لجثة هامدة، تلك الافعال حلقة ضمن سلسلة اغلب حلقاتها لا تزال غير معلنة وقد تتكفل الايام بكشفها لتضاف لفضائح الحكومة السابقة التي اختتمت ايامها “بسرقة القرن” بعد مخطط رسمه اركان الفريق بعناية شديدة ولم يكشف، حتى اصبح المجرم يحوم حول جريمته، حينما حاول مدير مكتب الكاظمي السابق تهريب المتهم الابرز بالجريمة “نور زهير” المعروف بابو فاطمة عن طريق مطار بغداد الدولي، لكن نزاهة احد الضباط في جهاز امني حساس احبطت المخطط، الذي ساهم بايصاله للرأي العام النائب مصطفى سند، ليجد وزير الداخلية نفسه محرجا، بين الصمت او الخروج بالوجه الابيض امام الناس، فاختار الثانية رغم الضغوط التي حاولت منعه.
مانريد قوله، بان رئاسة الحكومة ليست مهنة للتكسب على حساب المواطنين انما هي تكليف لخدمة البلاد والعباد، وصناعة تاريخ يكون وسيلة فخر للأجيال تكسب من خلاله المساندة وتزيد من رصيدك في القلوب المحبين، لكن مافعله الكاظمي جعل الاغلبية تفكر برحيله وتستعجلها حتى قبل حصولها لتطوي معها صفحة “سوداء” اثقلت الهموم واساءت للدولة وعمقت الفجوة بين مؤسساتها والمواطنين، وجعلت العديد منهم يترحمون على السنوات الماضية التي كان فيها فريق الكاظمي يهاجم سياسة احزاب الاسلام السياسي وينتقدها باعتبارها لا تمثل المجتمع، لكنهم في النهاية ساهموا بشكل مباشر بتبييض وجوه تلك الاحزاب وادواتها، لانهم افسدوا ولم يصلحوا، حتى كادت الامور تذهب لحرب اهلية، تطوع الكاظمي لاشعالها خدمة لجهة سياسية كانت “تغريه” بوعود البقاء في المنصب لسنوات قادمة، لكن تلك التعهدات انهارت بسبب كثرة الاخطاء وممارسة هواية “الكذب” وتشويه الحقائق.
الخلاصة:. حقبة الكاظمي انتهت إلى غير رجعة ورحلت معها قيادات الصفقات المشبوهة والاقلام المأجورة التي ستعمل على إيجاد ثغرة تستطيع من خلاله العودة بثوب آخر.. لكن حكومة محمد شياع السوداني مطالبة بموقف يمنع عودة تلك “الافة” التي نخرت جسد الدولة، وتوفير الأدلة التي تستطيع من خلالها محاسبتهم مع كبيرهم الذي علمهم “فنون السرقة” وكان يوفر الغطاء الشرعي بمختلف الحجج، فالسوداني أمامه فرصة كبيرة للإصلاح وتجاوز “تركة الفساد”، وبعكسه سيكون تحت مجهر المحاسبة الشعبية والأقلام الحرة التي لا ترحم.. أخيراً…. هل سينجح السوداني بتصحيح أخطاء حقبة الكاظمي؟..