23 ديسمبر، 2024 1:37 ص

ليلة المطر وذكريات الماضي

ليلة المطر وذكريات الماضي

اصبح العالم اليوم يعيش ازمة من نوع اخر وهي ازمة المياه وربما البعض منها مفتعل ليس سببه قله الامطار ولكن سببه السياسات الخاطئة والعدوانية لبعض الدول ولكن الموضوع الاهم والمفرح عندما تنزل الامطار وخاصةً في بداية كل موسم تجد الفرحة لدى كل انسان يعيش على هذه الكره الأرضية..
اليوم في هذه الساعة المباركة تنزل الامطار رحمة من رب العالمين على مدينتي مدينه الموصل وما اطيبها رائحة الامطار وهي تذكرني برائحة الماضي….
الماضي الذي كنا نعيشه في قرية تعتبر شبه نائيه ولكن مقاومتنا للحياة وتمسكنا بها استطعنا تجاوز وعبور تلك المراحل الزمنية الصعبة في قساوة ظروفها تجاوزناها ومعنا ذكريات جميله لا يمكن نسيانها ذكريات دوم الطين وخزلة الغنم وفيضانات الوديان القريبة من القرية.
ايام من الماضي نكتب عنها دوما ولانعطيها قسم من مفرداتها تذكرت البعض منها اليوم وانا اقف قرب احد الاسواق القريبة من منزلي في المدينة والامطار تتساقط والناس تسأل صاحب الاسواق عن مظلة يحملونها معهم رغم ان الامطار مازالت خفيفة قياسا بما كنا نشاهده في السنوات السابقة..
تذكرت ايام طفولتي ونحن ابناء القرية الواحدة نرعى اغنامنا في الحقول التابعة لنا وبعيدين بعض الشيء عن منازلنا فتهطل علينا الامطار بغزارة وكان اغلبنا يلبس ملابس لا تحمينا من البرد فكل ملابسنا شبه بالية ومداسنا ربما لايقي ارجلنا احيانا من تضاريس الارض ولكنها اقدار كتبها الله لنا لابد ان نعيشها…
بعد ذلك نصل بيوتنا وقد اصبحت اجسادنا وملابسنا مبللة بالمياه فنقف عند مدفأة علاء الدين ان وجدت لكي نحمي اجسادنا من سطوة البرد وننشفها من مياه الامطار..
ذكريات ان تعيش وتعمل لكي تأكل القليل بدون وسائل للراحة ولاسيارات حديثة ولكنك تعيش مرتاح البال لا تفكر بالمال او الجاه او المنصب لا من بعيد اوقريب وربما هناك لديك طموح تريد تحقيقه وهو الحصول على شهادة مدرسية تؤمن لك مستقبل افضل من دون الخوض بتفاصيله…. ايام قضيناها ببرودة شتائها وحرارة صيفها ونحن نعيش في مساكن تحمينا من الظروف المناخية وبدون اي مغريات للحياة فتجد العائلة بأجمعها ينامون في غرفة واحدة. حتى وان كان يملكون عدة غرف لان البيت يمتلك مدفأة واحدة وربما راديو واحد وتكون وجبات الطعام في وقت واحد للجميع… وليس هناك اي طلبات اخرى من التي نشاهدها بيومنا هذا…
رحمك الله ايها الماضي ورفقاً بنا ايها الحاضر فلقد اتعبتنا كثيراً واصبحت طلبات ابنائنا كثيرة واغلبها من نوع البطر لأنها لا تدخل ضمن نظام المأكل والملبس..وانما اغلبها كماليات يعيشها عالم اليوم….