مضى عامٌ كامل على إجراء إنتخابات مبكرة، تخللته أزمات سياسة لا حصر لها، وإنسداد سياسي عسير كاد أن يودي بالعملية السياسية والبلاد، نحو فوضى عارمة لا يسلم منها أحد.
أموال صرفت وجهود بذلت وكاتيوشا دخلت المشهد، لكسب الرهان في إبقاء البلاد تعيش الإنسداد سياسي، ليتعقد المشهد اكثر مما هو عليه، ويغلق باب تشكيل حكومة كاملة الصلاحية، فضلاً عن مجلس نواب شبه معطل.. رافقت ذلك فوضى التصريحات، التي تطلق بين الحين والآخر لتهدد السِلم الأهلي، مدعومة من بعض الفضائيات، التي تستضيف تُجار الأزمات لتصب الزيت على النار، وهذه الجهات تدعي في العلن شيء وتمني النفس بملك الري، عبر خطاب يستدرج عاطفة من لا يميز بين الناقة والجمل.
عملت تلك الجهات لتخوين كيان سياسي بذاته دون غيره، وتحميله ما جرى على البلاد من فشل في إدارة الدولة، لتحل محلها عبر الفوضى، لهذا سعت عبر هذا لإسقاط العملية السياسية برمتها، التي أجتمعت عليها إرادات داخلية وخارجية لتمنع تشكيل حكومة يتطلع إليها العراقيون، عسى أن تحقق لهم ولو الجزء اليسير مما تصبو اليه عيونهم..
تمكنت هذه القوى التي رميت بسهام التخوين من أن تمضي رغم العقبات، وتجتمع كلمتهم تحت سقف الوطنية عبر ثبات الموقف، وتغليب المصلحة الوطنية على الفئوية، في سبيل المضي بعجلة التقدم ولو بخطوة نحو الأمام.
أبحرت سفينة الوطن لتحافظ على ثمار الدماء، والجهود التي بذلت في الخلاص من عهد الدكتاتورية والتحول للديمقراطية، والحفاظ عليه وعلى مؤسسات الدولة، وجعل التبادل السلمي للسلطة بدلاً عن لغة الإنقلابات، التي لم تجني منها البلاد سوى الويلات..
تمكنت أن تبحر بحكمة ورباطة جأش، غير مكترثة لسهام الحقد التي رميت بها لتغرقها، متجاوزة كل العقبات التي أعاقت ابحارها بصبرٍ وعزيمة، فوصلت لبر الأمآن منتصرة، وأستطاعت أن تقلب طاولة التآمر على من حاكها، لتخيب امال الساعين لاعادة البلاد إلى عهد الدكتاتورية، وذلك أقل ما ننتظره منهم، كأضعف الإيمان من الخيارات.