23 ديسمبر، 2024 2:29 م

ليــلة القــدر درة ليالي رمضان 

ليــلة القــدر درة ليالي رمضان 

هي أميرة  ليالي الدهر لأنها تتربع على  عرش أمجاد الزمن  وتشع في سماء الدهور  إيمانا ونبلا وعدالة
ففيها تفتح أبواب السماء ليصعد  إليها دعاء المؤمنين ونداء المحرومين .
هي الليلة التي توج الله بها أرضه بشرف آياته المنزلة على رسوله الأمين فاخضرت الأرض بربيع الإيمان وتنورت بجلال التقوى
كل شيء فيها يسبح لله تعالى ويسجد في محاريب العبادة متوجها إلى الخالق الكريم بقلب أبيض ينبض بخفقات التوبة ويطمح إلى شرف الرحمة والمغفرة
ففي هذه الليلة المقدسة يخلع المؤمنون عن أنفسهم جلابيب الذنوب ويرتدون ثياب الطهر والنقاء كأنهم يولدون من جديد
حقا إن التوبة والمغفرة تمثلان ولادة جديدة للإنسان بعيدا عن الخطايا والزلل
أيتها الليلة الجليلة المباركة
 يغمرنا اليمن في رحابك وقلوبنا طافحة  بالمحبة مشرقة بالنقاء زاهرة بالأمل لأن الله تعالى أكرمك بعظيم المنزلة فأنت تمثلين بزوغ عهد جديد مشرق بأنوار الرسالة الإسلامية السمحاء حين تدفقت من خلالك أمواج البلاغة الربانية بإعجاز لا مثيل له فلامست قلوب المؤمنين بشعاع باهر من شمس الحق التي لا تغيب
فكان الرسول الكريم محمد ( ص ) حلقة وصل  إيمانية بين السماء والأرض تحمل إليها من خلال الوحي المبين آيات كتابه المنير الذي رسم للإنسانية طريقا مشرقا للخلاص من ظلمات الجهل والشرك والعبودية وأنار لها آفاق الحياة الزاهرة بأنوار التوحيد والعلم والحرية
كل لحظة منك تعبر التاريخ فينحني لها إجلالا  ففي محاريبك تخفق قلوبنا بنبضات العبوسؤدية الخالصة لله ويشدنا إليك حبل من التقوى لا ينقطع …إليك ننتمي ومن سنائك الباهر نتطلع إلى الرحمة والمغفرة فما أقدس دقائقك التي تمر على جبين الزمن عامرة بالدعاء والتراتيل والصلوات في مشهد قدسي جليل يمنح الإنسان شرف المثول بين يدي الباري عز وجل
سلاما يا ليلة السلام فأنت رحلة إيمانية مباركة تعبر الكون حتى تلامس مطلع الفجر في رحاب التوبة والخضوع للخالق العظيم جل وعلا .