22 ديسمبر، 2024 10:59 م

ليعلم الجميع ان بوتقة الشيعة لن تضيق

ليعلم الجميع ان بوتقة الشيعة لن تضيق

صنعت بوتقة الشيعة للذهب, ولا اسف على ما ذهب, لأنها خاصة بصهر المعادن, فهي لا تتسع للشوائب, ولكنها لن تضيق بما يدخل فيها, فهو حتما سيصهر وينقى, واذا كان اصله ذهب سيلمع ويبقى, بينما ينتهي فيها الرخيص من المعادن.
عندما نتكلم عن الشيعة بالعنوان, فأننا نتكلم عن الاسلام المحمدي الاصيل دون زيف او زبد, وهذا ما يجعل ماكنات الاعلام المناهضة والمنافقة تتهجم على الشيعة دون حياء.
لكل رسالة سماوية كانت او وضعية, رجال يترجمون الرسالة بشخوصهم, فكانت رسالة السماء الاسلامية مترجمة بمحمد وال محمد, وكان حفظها مرهون بهذه القيادات ومن تبعهم عبر الزمن, ولكي نعرف فساد الرسالة من صلاحها, علينا الانتباه لمن يترجمها حرفيا, وكشف معادن رجالها, وتفانيهم في حفظ اصولها من تزييف فروعها.
يتهم الشيعة المدافعين عن عقيدتهم بانهم ( طائفيين), بينما نجد غض النظر عن اليهود الذين يقتلون ويسفكون الدماء لعودة دويلتهم المزعومة, التي نسخت من قبل المسيحية وتكرر نسخها من قبل الاسلام, كذلك نجد تعاطف مع من ينافق على عقيدته, بينما حراب من يدعون الاسلام السني تحز في رقاب الشيعة, ومن المؤكد ان من يقرأ مقالي هذا سيتهمني بالطائفية, فقط لأنني وضعت اصبعا على جرائم انسانية بحق المسلمين الشيعة.
لقد كان الشيعة ترجمان للرسالة المحمدية السمحاء, فقد كان قائد الشيعة الاول ( علي ابن ابي طالب) ومن تبع قيادته نموذج واضح للتعايش السلمي والقوة العقائدية, فقد نستذكر من التأريخ دخول القائد المبجل لدى السنة ( خالد بن الوليد) لمكة وهو يهتف ( اليوم يوم الملحمة …..اليوم تسبى الحرمة), ولم يكن محمد الا رحمة للعالمين, وتلقف الراية منه ( علي بن ابي طالب) هاتفا ( اليوم يوم المرحمة….. اليوم صون الحرمة), وهذا التاريخ يذكر سماحة الاسلام بقيادته الصحيحة, وما كان ابن الوليد بأشجع ولا ابسل من علي الكرار.
ما دعاني لكتابة تلك المقدمة هو مقال لاحد الكتاب, ينتقد فيه موقف ( عمار الحكيم) بخطابه الاخير, متهما اياه بالمنحى الطائفي, والحقيقة انه تكلم بالمنحى العقائدي الذي فارقه منذ سنوات, وهو منحى ابوه وعمه, ولكن ما اثار حفيظة الكاتب, هو عودة الحكيم الى بوتقته الشيعية الاصيلة, وهو ما لا ينسجم مع تطلعات الاعلام المعادي, ذلك الاعلام الذي يسلط الضوء على طفل وقع في بئر, ولا يسلط الضوء على اطفال يذبحون بحراب السنة, وتتناثر اشلائهم من رصاص اليهود وصواريخ اعراب الخليج بقيادة الامارات الصهيونية, كما كان يمجد لعمار الحكيم مواقفه التي تسببت بخسائر فادحة في صفوف القوة الشيعية بالعراق.
ان بوتقة الشيعة تختلف عن غيرها, فان من يدخلها لا يخرج منها الا اذا كان ذهب خالص, والمنافق لا يقربها لأنها ستذيبه حتما ولا يخرج منه شيء, لذلك يحاول المنافق كسرها بحجة الطائفية والاعتدال.