22 ديسمبر، 2024 7:21 م

تعالوا نترك العتاب ونحط لكل سؤال جواب .. ” تره ملينه وصار صبرنه اكثر من صبر ايوب “والسؤال ليش  العالم وصل الى مرحلة متقدمة من  الرقي والتقدم  لاسعاد مواطنيه  وخاصة كبار السن منهم  الذين افنوا حياتهم  لخدمة البلاد  واسعاد العباد .. و ليش  العراق مثل ” بول البعير ” و عفوا لهذه العبارة ”  يرجع ليوره ” رغم امتلاكه امكانيات مادية تؤهله لان يكون من الدول  المتقدمة .. والجواب واضح لالبس فيه  .. العراق ” يرجع ليوره ”  بسبب عدم وجود الايادي البيضاء النظيفة التي تعمل  بتجرد وايثار  لخدمة  الوطن والسعي لوضعه في مصاف الدول المتقدمة .. ”  ونكول  هم ميخالف اكو مبررات  جعلت  البعض من المواطنين اياديهم  غير نظيفة وملوثة  بسبب تراكمات العقود الماضية  وما عاناه المواطن العراقي من حروب وحصار اقتصادي ” زين اغاتي ” انتهى النظام  السابق وقيل ما قيل  وجاءت  شخصيات  معارضة  للنظام السابق من خارج العراق المفروض انها قد تنورت  وامتلكت رؤية  جديدة للتطور .. هذه الشخصيات  تأملنا فيها خيرا لانقاذ ما يمكن انقاذه  من تداعيات  ومن ضمنها  انصاف شريحة المتقاعدين لكننا وجدنا  بحسب المثل الدارج  ”  هل كعك من هل عجين ” ولا نريد الدخول في تفاصيل متشعبة لكننا ارتأينا ان نتناول  المعاناة التي يعانيها المتقاعدون جراء  مراجعاتهم  دوائر  التقاعد  والمذلَة التي يواجهونها  جراء سوء  المعاملة التي يتعرضون لها  من قبل الموظفين العاملين في تلك الدوائر  اضافة الى  تأخير معاملاتهم  بقصد او بدون قصد  ووقوفهم طوابير امام  نوافذ صغيرة  يتحكم فيها موظف  لايتجاوز عمره عمر احفادهم وتلفظه   بالفاظ  سوقية واهانات لاقدر الله لها من سلطان  .. بالامس  اجبرتني الظروف لمراجعة دائرة التقاعد العامة في بغداد وشاهدت العجب العجاب  فكل سؤال  في هذه الدائرة بلا جواب  .. هرج ومرج  وافواج من الرجال والنساء من  كبار السن  يطلبون المساعدة لاكمال معاملات نهاية الخدمة  وهم يتكئون على من يساعدهم  في  اكمال معاملاتهم  كل يلوذ بالاخر والنتيجة غالبا ماتكون الخيبة والفشل حتى ليتراى للزائر انه  دخل يوم المحشر .. الابنية  واسعة ومتشعبه  تدخلك في متاهات  لاتعرف نهايات لها  تنبعث من داخل  اروقتها عفونة تزكم الانوف كانك تدخل في مقبرة  حتى يكاد يتساءل المرء ان هذه البناية لربما تكون قد صممت  لتمهيد  الطريق  للمتقاعد كبير السن وتأهيله  ليوم الحساب  وهو يحمل كتابه بيمينه ” عفوا وهو يحمل معاملة التقاعد ” التي ما ان ينتهي من انجازها  الا ويكون  قد تهيأ  لانهاء خدماته في  الدنيا  واستلام عائلته شهادة الوفاة ومن ثم ترحيله لاستقبال رب  غفور رحيم ..  اما الاحترام  المتبادل بين المراجع والموظف فحدث بلا حرج  فالموظف وهو في برجه العاجي  قد يتطاول عليك  وينعتك  باتعس الالفاظ  وانت ساكن في مكانك لاتقوى الرد عليه  خوفا  ان  يضعك  تصرف غير محسوب العواقب في خانة المساءلة بالاعتداء على موظف حكومي  الذي غالبا مايكون شخص لايمتلك مشاعر انسانية  يثور لاتفه الاسباب  ..  مثلما حدث معي  عندما استفسرت  وبكل أدب من موظف  يعمل في هذه الدائرة المتهالكة  عن اسباب تأخر دفع الراتب التقاعدي لزوجتي رغم مراجعاتها المستمرة لدوائر التقاعد .. وقبل ان يتأكد  من الاجابة على استفساري صرخ بوجهي  بكل وقاحة ..  
وما ان  دخلت معه في مجادلة قائلا ” لعد وين تروح ” صرخ بوجهي  بكل صلافة وعدم احترام  كبر سني ومركزي الاجتماعي  .. وفي محاولة من زوجتي لحل الجدل قالت له ” عيب  هو بكد ابوك ” قال  ” لايشرفني ان يكون ابي ”  ورغم عمق الاساءة التي شعرت بها  الا اني تعاملت مع الموقف  بحكمة وهدوء وعدم الانجرار الى موقف قد يحرجني امام  جمهرة المتقاعدين  .. وخرجت  من الدائرة  العن الساعة التي دخلت فيها الى  من اسميتها ” سوق الهرج ” والسؤال  .. من المسؤول لردع هكذا موظفين  .. هل الوظيفة  مكان لاهانة المواطنين والحط من  كرامتهم ومكانتهم الاجتماعية  .. هل يبقى المسؤول حبيس برجه العاجي  لايقوى على اجراء التغيير  وتحسين اداء  دائرته بالاتجاه الذي  يسهل انسيابية  انجاز معاملات المتقاعدين وعدم التحكم بهم و اهانتهم  والحط من كرامتهم من قبل ضعاف النفوس الذين لاهم لهم سوى  جني المكاسب المادية  من خلال انجاز المعاملات عن طريق الوسطاء  الذين يعملون تحت شعار ” هذا الك وهذا الي والباقي لعبد علي ”  فيا اخوتي ارحمونا فقد  مللنا  غلوكم  واستكباركم  فارحموا  مواطني هذا البلد  وكونوا اوفياء  كرماء  في سماحتكم  للمتقاعد  الذي افنى شبابه  لخدمة الوطن  الذي  وهبكم  عملا  ترتزقون به  في وقت توجد افواج من العاطلين  وان يكون مثلكم  في العمل ” البير اليً تشرب منها مي لاتذب بيها حجر ”  وكان الله في عون المتقاعدين