23 ديسمبر، 2024 10:58 ص

ليس هناك دواء لمحو الذكريات السيئة!

ليس هناك دواء لمحو الذكريات السيئة!

خطبة لاذعة ضد رجل جالس لماركيز(2)
….ثم تواجه الزوج وهي متبرمة من دورها المزدوج (كام وزوجة): الآن كل شيء مياه جارية، فقد انتهى دور “امك الاحتياطية”، التي كانت تدفىء لك الجوارب قبل النوم…التي كانت تقص لك الأظافر بمقص التطريز…ثم تعلن بصراحة صارخة: …والتي تحملتها في قيء سكرك وضرتاك تحت اللحاف…ثم تنتقل للحديث عن الحرمان الجنسي: لهذا نمت مواجها الحائط، وعاقبتني بالامتناع عني…حتى اليوم: سنتان وثمانية عشر شهرا، لكن اليوم ينتهي العد!

ثم تنتقل لوصف رائع: مع تلك الهداب نصف الحالمة التي بامكانها تحريك الهواء أكثر مما تفعله المروحة. كان هناك طائر كناري في جهة ما، وكل مرة اذا ما غنى كانت الزهور تتحرك! ثم تصف احدهم: وبعينين ضخمتين كما لو انهما ليست من هذا العالم. وتعود للادعاء البرجوازي المزيف: أنا الوحيدة

دكتوراة اربع مرات، اربع مرات، وقد حققت حلم امي، وبالاضافة الى ذلك تعلمت الفرنسية بسنتين، وأما انجليزيتي فقد بقيت مكسرة، لأكنك قلت لي بأن اللغة العالمية ليست الانجليزية، وانما الانجليزية المكسرة!

…وهكذا تستمر في شرح معاناتها، عندما تكون الحقيقة بعودتك دائمامن الشارع بقضيب مسترخ…ثم لأن عندك الوقاحة لتقول لي بأنه كان ذنبي بأني لم اتعلم اللاتينية، وتستنتج أنه ليس هناك أكثر غيرة من زوج غبي مخلص، يعود الى البيت كالمجانين ليعرف مع من كنت أتحدث بتلك الساعات التي كان فيها التلفون مشغولا!

وتستطرد ببلاغة قل مثيلها مثل: بأنه على استعداد من أجل امرأة مثلي أن يجعل نفسه يفترس من قبل تمساح، ثم تعبيرات لاذعة صريحة يتجنبها الادباء عادة مثل: كدت “أخرا” على نفسي من الخوف…وكشف لأدق خفايا النفس المدعية يتمثل بجملة مثل: أما اكثر المواقف رعبا فهي تناولنا العشاء مع احدهم والتحدث بالفرنسية. ويتحدث ماركيز كما لو انه يستخدم كامير سينمائية: واجابتني احداهن بصوت يكشف انها شقراء عادية، وقالت لي نعم ، بأن ابنك كان نائما معها.

وبصوت يمثل معظم الزوجات الوفيات يقول: هل رأيت كيف احتمل النكبات التي لا تعوض للشراكة الزوجية بصورة جيدة، حسنا…سأعود واتحدى بها الجميع، وبسعادة كبيرة لاساعدك

كي تشيخ …ثم تستطرد بغضب شديد: لا أستطيع احتمال أنك تذهب الى كل الجهات، مطلقا الأكاذيب بحدبتين اكثر حجما من حدبتي جمل، وبعدها تعود دائما لتسألني: أليس بهذا الشكل حبيبتي؟! وعلي انا أن اجيبك دون تردد”نعم نعم حبيبي”. لااأحتمل أكثر، تذمرك لأنك لا تجد العدسات اللاصقة، لأنك تحملها في عيونك، ولا لنفاذ ورق التواليت المعطر برائحة الزهور…فكل العالم يهبط، وانت مخدر خلف هذه الجريدة التي تقلبها، وستعيد تقليبها الى اليمين وبالعكس ، كما لو انها كانت مكتوبة بالعربية. وتستعرض سر الاختيار ببساطة: كل امراة تعرف من من الرجال أن نعم، وهم أنفسهم يعرفون ذلك!

وتنتهي المسرحية الطريفة(التي لا يزيد عدد صفحاتها عن الثمانية والأربعين صفحة) بشكل درامي غير متوقع: أنت، يا “غائط”…دون غضب…دون شر، وفجأة تشعل الجريدة التي يقرأها الزوج، وبعدها تبتعد، وتعطيه ظهرها. وتستعرض صورة حياتها بمنولوج مرير ساخر اخير: أنت: أنت هو الشيطان المسكين الذي هربت معه عارية منذ ولادتي، والذي كنت اراضيه حينما كان ينام لأتاكد أنه ما زال حيا وبأنه ملكي…هكذا…متمردة ضد الحياة، ضد كل شيء، بينما الزوج رابط الجأش ينتهي متحولا الى رماد!