22 ديسمبر، 2024 6:12 م

ليس منيعا ويمکن قهره

ليس منيعا ويمکن قهره

لم تتعد الامور تجري کما کانت سابقا أي طوال العقود الاربعة المنصرمة بالنسبة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فقد ولت تلك الايام التي کانوا يفعلون مايشاؤون بحق الشعب الايراني والمناضلين من أجل الحرية وخصوصا المقاومة الايرانية وقوتها الطليعية الاولى منظمة مجاهدي خلق، طليعة القوی الثورية الانسانية المناهضة والرافضة للنظام جملة وتفصيلا، ولم يعد هذا النظام بإستطاعته ممارسة المزيد من عمليات الخداع والتمويه بحق الشعوب العربية و الاسلامية من خلال الشعارات البراقة والطنانة التي تخفي وراءها الکذب والخداع والتمويه، خصوصا بعد أن تمکنت المقاومة الايرانية من خلال مٶتمراتها المختلفة وبشکل خاص تجمعاتها السنوية من فضح مخططات هذا النظام بالنسبة لبلدان المنطقة بکل وضوح.
عمليات القمع والانتهاکات واسعة النطاق التي مارسها هذا النظام بحق الشعب الايراني بالاضافة الی تصدير التطرف الديني والارهاب والتدخلات السافرة في دول المنطقة، کانت من أبرز سمات و ملامحه طوال ال41 عاما الماضية، وعلی الرغم من کل عمليات الخداع والتمويه التي مارسها النظام من أجل الإيحاء للعالم من إنه نظام قابل للتأهيل والاندماج مع المجتمع الدولي، لکن الايام أثبتت بإستحالة أن يصبح هذا النظام عضوا مفيدا في المجتمع الدولي وأن يساهم بإستتباب السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، بل إنه وکما أثبتت تحرکاته المشبوهة يجسد تهديد مستمر للسلام والامن.
إفتضاح هذا النظام وظهوره علی حقيقته البشعة، لم يکن بذلك الامر البسيط والعادي لو لم تبادر المقاومة الايرانية الی إماطة اللثام عن جرائم ومجازر وإنتهاکات هذا النظام بحق الشعب الايراني من جانب و کذلك فضح تدخلاته في دول المنطقة وکشف مدی تورط الحرس الثوري عموما وقوة القدس الارهابية خصوصا بهذا الصدد، وقد کانت إنتفاضتي 28 کانون الاول2017 وتشرين الثاني2019، بمثابة تطورين بالغي الاهمية للمزيد من فضح هذا النظام والتأکيد علی إن الطريق والسبيل الافضل والامثل للتصدي له وإنهاء النتائج والآثار السلبية لنهجه المشبوه علی إيران والمنطقة والعالم، إنما يکمن في إسقاطه و تخليص إيران والمنطقة والعالم منه.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي بذل مابوسعه دائما للإيحاء من إنه نظام قوي و منيع لايمکن قهره، غير إن الانتفاضتين الاخيرتين وماقد تمخضت عنهما من آثار وتداعيات غير عادية على الاوضاع في إيران، قد أثبتت وبصورة لاتقبل الجدل بأن النظام يواجه ظروفا وأوضاعا بالغة الصعوبة والتعقيد ولم يعد بمقدوره أن يمسك زمام الامور في البلاد کما کان حاله طوال الاعوام الماضية.
کل المؤشرات و الدلائل تشير الی أن هذا النظام يواجه واحد من أسوء المراحل منذ تأسيسه، ولايوجد مراقب ومحلل سياسي متفائل بشأن مستقبل هذا النظام، خصوصا بعد مٶتمر من أجل إيران حرة والذي ومن خلال النجاح الکبير الذي حققه والاصداء الواسعة التي تداعت، قد قدم دليلا عمليا علی مدى التلاحم بين المقاومة الايرانية والشعب الايراني ومن إن هذه المقاومة تعبر بکل صدق عن آمال وتطلعات الشعب الايراني وإنها أمل هذا الشعب في تحقيق التغيير بإسقاط هذا النظام.